الاثنين، 1 نوفمبر 2010

" عملية اقتحام كنيسة النجاة": عن أي نجاح يتحدثون ؟

( الصورة : منقولة من موقع  بي.بي.سي)




"مجموعة أهم الأحداث" : خرج كبار مسؤولي نظام العراقي في بغداد ليعلنوا عن النجاح الباهر المنجز من طرف مصالحهم الأمنية في التعامل وإنهاء أزمة  احتجاز الرهائن  في  كنيسة "سيدة النجاة"  بالعاصمة بغداد .
كما هو معروف ، قامت مجموعة مسلحة باقتحام  و حجز رهائن في الكنيسة المذكورة  عشية عيد جميع القديسين. العملية  تبنها تنظيم القاعدة أو  بما يعرف  "دولة  العراق الإسلامية" .  
العملية أسفرت عن خسائر مأسوية في صفوف من كانوا داخل الكنيسة وقت الهجوم ، وعدد الضحايا ،   كما نقلته   وسائل الإعلام العالمية ، بلغ  37 قتيلا  من بينهم كاهنان  و67 جريحا   .  بالإضافة إلى   مقتل  سبعة من العناصر الأمنية المهاجمة  وإصابة  15 آخرين  بجروح.
 المتتبع للقضية يلاحظ  التناقض الواضح في تصريحات المسؤولين العراقيين عن عدد و مصير المهاجمين . هناك من يتحدث عن خمسة أفراد تم  تصفيتهم جميعا أثناء المواجهة مع القوات الحكومية التي اقتحمت الكنيسة وهناك من يتحدث عن اعتقالهم.
فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية شهادة احد الجنود الجيش العراقي المشارك  في عملية تحرير الرهائن قوله أن "الإرهابيين الذين كانوا داخل الكنيسة  " قتلوا جميعا   و فرد منهم   فجر نفسه قبل أن تنفذ القوات العراقية والأمريكية هجومها ، كما يقول المتحدث ،   لكن هناك من يتحدث عن تصفية ستة مهاجمين و اعتقال سابعهم .
أما  قناة "العراقية" التلفزيونية من جانبها  نقلت  عن الناطق باسم عمليات بغداد  تأكيده أن "قوات مكافحة الإرهاب " ألقت القبض على 5 إرهابيين من الذين اشتركوا في الاعتداء على الكنيسة ...
السؤال المطروح عن أي نجاح يتحدث هؤلاء ؟  هل بعدد القتلى و الأرواح التي زهقت في صفوف هؤلاء  الأشخاص الأبرياء الذين كانوا داخل الكنيسة وقت الهجوم وعدم محاولة استعمال وسائل أخرى غير "العنف" لإنقاذهم  أو على الأقل محاولة ذالك حفاظا على أرواحهم ...   
أو النجاح في  تمكن  أفراد لا يتجاوز عددهم عدد الأصبع لليد الواحدة من تجاوز كل التحصينات الأمنية المحيطة بالمنطقة ككل و بالكنيسة بالأخص . وكما هو معروف الكنيسة توجد في "منطقة الكرادة"   قرب المنطقة الخضراء الأكثر مناعة و  تحصينا... والتي تحتوي على مقار حكومية و حزبية المؤثرة في المشهد العراقي .
وإذا كان هؤلاء المهاجمون يستطيعون، بهذه السهولة الميسرة، الوصول إلى تلك المنطقة واقتحام  الكنيسة  لما لا يحاولون  الوصول إلى تلك المقرات الموجودة  بالقرب منها  ؟      
   وتجدر الإشارة إلى أن نفس  الكنيسة ودور عبادة مسيحية أخرى   في العاصمة العراقية تعرضت في السابق ، بعد عام 2003  ، إلى عدة هجمات أوقعت عشرات الضحايا .

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات