الجمعة، 1 أكتوبر 2010

العراق وقصة الشيخ الكفيف

"خارطة العراق"
(الصورة : موقع عراقنا)



"مجموعة أهم الأحداث" :    من يتمعن في حالة العراق وكيف تتم فيه عملية انتقال و تتداول السلطة إلا عن طريق الانقلابات الدموية وقتل الخصوم وقطع رؤوسهم و سحلهم في الشوارع عليه التمعن أيضا في تلك القصة المتداولة بين الأجيال لذالك الشيخ الكفيف.
القصة وقعت في زمن ما لشيخ الهرم وصل به العمر والضعف
وفقدان البصر حتى ضاق به ذرعا وأصبح عبئا على أهل الدار ، مما دفع زوجة ابنه على التحريض الابن على التخلص منه.
استجاب الابن لرغبات زوجته الملحة واصطحب أباه في إحدى الأيام زاعما انه سيأخذه في جولة عبر الجبال وفي إحدى القمم الشاهقة تخلص منه بدفعه إلى أسفل ذالك الجبل منهي حياة والده بشكل مأسوي.
 نفس السيناريو حدث معه عندما كبر و فقد هو أيضا بصره وبتحريض أيضا من زوجة ابنه لقي نفس مصير والده ومن نفس المكان. وهكذا أصبحت عادة تتداول من جيل إلى جيل  لتلك العائلة .
لكن في إحدى الأزمنة عندما طلب الولد من أبيه الكفيف
اصطحابه كالعادة في جولة عبر الجبال فرد عليه والده قائلا : "نفس الجولة التي أخذت إليها جدك" .
تعجب الابن من جواب والده  مستفسرا عن الأمر  وعندما أطلعه والده على القصة كاملة وكيف أن مصير أجداده انتهى كلهم  في أسفل قمة ذالك  الجبل .  تفطن الابن لخطورة الأمر ، وكان على درجة كافية من الثقافة و الوعي ، لذالك خير زوجته بين أمرين إما الاعتناء بوالده حتى يتوفاه الله أو الطلاق، فرضخت تلك الزوجة للأمر الواقع وكفت عن مطالبتها بذالك .  وهكذا كان الحال توفي ذالك الشيخ الكفيف وهو في رعاية ابنه وبفضل ذالك تخلصت العائلة من تلك العادة البغيضة .
العراق  ملوكه و حكامه ينتهون، بالخصوص في العصر الحديث،
 إما بالموت المفاجئ التي تحوم حوله علامات استفهام أو بحوادث مرورية ، مبنية للمجهول ، أو بالقتل و السحل في الشوارع و تنصيب أحبال المشانق في أيام الأعياد و غير الأعياد والتنكيل بهم  حتى وهم جثث هامدة... حتى و لو أدى ذالك الاستنجاد بقوات أجنبية ، كما حصل للرئيس صدام حسين.
أو بطرق أخرى ،  كما حصل لزعيم العراق  القوي الأخر نوري السعيد والطريقة المأساوية التي أنهيت بها حياته مع العائلة المالكة التي لم يشفع لها حمل المصاحف لثني الخصوم على إتمام جريمة تصفيتهم بتلك الطريقة    ....
ليلقى بعدهم كريم قاسم وحاشيته  نفس المصير أو ربما أسوأ ولم تشفع له  صداقته مع أحد الأصدقاء الذي تحول إلى خصم  من إنقاذه من ذالك المصير المشؤوم .   
وهكذا يبقى  مسلسل يبحث عن مخرج  الحلقة الأخيرة ، على وزن ذالك الابن الذي جعل حدا لتوارث تلك العادة مخلصا  أجيال من تبعيتها .   يبقى التساؤل من هو هذا المخرج أو ذالك الابن المنتظر ومتى سيظهر  ؟
   

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات