( الصورة : AFP )
"طوني بلير" ، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق والذي أرتبط اسمه باسم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق ، جورج بوش الابن ، في عملية تدمير ومحو العراق من خارطة العالم وسفك دماء أبنائه ظلما و عدوانا . هذا الرجل ظهر من جديد على السطح من خلال "رحلته" ، كتاب عنوان مذكراته ظهر يوم أمس الأول .
من خلال ما جاء في هذه المذكرات ، ما يهمنا منها جزء الخاص بالعراق ، هو محاولته ذرف دموع "التماسيح" على الجنود البريطانيين الذين بعثهم يحترقون في نيران "لا جمل و لا ناقة لهم فيها" إلا قربانا وعربون تبعية لصديقه في الضفة الأخرى من الأطلسي . ، ويقول "أن هذه الحرب تركت في نفسه اثرا عميقا، جعلت منه 'مبشرا' يرغب بتكريس حياته للشرق الأوسط، وللسلام وحوار الأديان" ...
وفي محاولة منه لدغدغة مشاعر أهل هؤلاء الجنود الذي كان سببا في سفك دمائهم بالمجان ، كتب عن دموع اذرفها ويذرفها كلما تذكر هؤلاء الجنود .
وكان بلير قد أعلن الأسبوع الماضي أنه سيتبرع بريع الكتاب ومقدم الأتعاب التي تقاضاها من دار النشر ومقداره 4 ملايين جنية إسترليني لصالح "العصبة الملكية البريطانية" المعنية برعاية قدامى المحاربين، مساهمة منه في بناء مركز رياضي للجنود المصابين.
لكن هذا الرجل تجاهل الملايين العراقيين بين القتلى و الجرحى والمفقودين و المهجرين قسرا داخل و خارج العراق وتدمير بلد امن عن بكرة أبيه ، والذي يتحمل هو و "صديقه" المسؤولية الكاملة عن ذالك .
و يتساءل المرء ما الفرق بينهما و بين المجرمين الذين قدموا للمحاكمة بتهمة جرائم الحرب و جرائم الإبادة و جرائم ضد الإنسانية من محكمة " نورنبيرغ
" الشهيرة ، التي حكم فيها القادة النازيين ، إلى محكمة العدل الحالية التي تستضيف من الحين لأخر مجرمين جرائمهم المرتكبة لا تساوي جزء بسيط ما ارتكبه هذين الرجلين في حق شعب و تاريخ و مستقبل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق