الجمعة، 23 يوليو 2010

أساتذة صدام حسين !

"عراقيا يمر بمشانق العراق الجديد"



اثنا عشر ألف (12.000) حكما بالإعدام أصدرتها محاكم العراق الجديد في مدة زمنية  لا تتجاوز عدد أصابع اليد  الواحدة من السنين  . أحكام  نفذت أغلبيتها  من بينها في حق   نساء . هذا العدد أكدته  منظمات حقوقية دولية و أكدته  حتى وزارة حقوق الإنسان للنظام القائم في عراق ما بعد صدام حسين.
أكثر من ذالك ، هذه الوزارة تؤكد تقارير العفو الدولية بأن العراق  هو البلد الثاني بعد "الجمهورية الإيرانية "  في عدد الأحكام بالإعدام  و سرعة تنفيذها.
لكن هذا العدد هو رقم رسمي موثق و مدون على الأوراق ، أما العدد الحقيقي المدون في أقبية السجون السرية وأماكن الاحتجاز الغير المعلن عنها والتي يتم تصفية فيها الخصوم بدون مشقة تقديمهم أمام العدالة  و التي كشفت عن جزء من تلك الأماكن  منظمات محلية و دولية أو من طرف جيش الاحتلال الأمريكي نفسه  ،  لتبقى علامات استفهام كبيرة تحيط بالعدد الحقيقي للذين مروا على مشانق العراق الجديد.  ربما سيمكن  تقدير عددهم يوم تفتح فيه  مقابر جماعية مجهولة في الوقت الراهن.
    وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق قد دعت الحكومة القائمة في بغداد إلى وقف تنفيذ جميع أحكام الإعدام، مشيرة إلى وجود "ثغرات في إقامة العدل وانتهاكات للقوانين المرعية في المحاكمات الجنائية" ."لم يسبقه إلى هذه الدرجة سوى الأنظمة الفاشية في النصف الأول من القرن العشرين".
وأضاف التقرير أنه "مما يثير القلق بصفة خاصة أن العديد من الأشخاص أدينوا استنادًا إلى اعترافات غالباً ما تؤخذ تحت الإكراه أو التعذيب، في حين أنه يحق لهم عدم الخضوع للإكراه على الشهادة ضد أنفسهم أو الاعتراف بالذنب وهذه أمور غالباً ما يتم انتهاكها" . أكثر من ذالك ، غالبية تهم التي تلصق بالضحايا  مصدرها "المخبر السري" ، لتمتزج فيها العداوة واحب لانتقام  إلى غير ذالك من " الأمور المشينة" ...  
الغريب في الأمر أن ممثل الاحتلال الأمريكي السابق في العراق "بول بريمر" كان قد أصدر قرارا ،بعد سقوط العراق،  بإلغاء  عقوبة الإعدام ،  لكن حكام العراق "الحر" أعادوها ( عقوبة الإعدام) . رغم أن "ديكتاتورية " و عدم تسامح صدام حسين مع خصومه وسجونه السرية و الغير سرية و مقابره الجماعية ... هي من حتمت عليهم  مساعدة قوات الغزو و تمكينها  من احتلال وبسط سيطرتها  على العراق أرضا و شعبا ... على حسب ما كانوا و مازالوا  يرددونه.
ليتبن في الأخير أن صدام حسين لم يكون سوى تلميذا في السنوات الأولى من التعليم التحضيري أو  "هاوي "  لا يفقه في "الفنون الاحترافية" في مقابل أساتذة ذوي الاحتراف و الاختصاص العالي  في مواجهة الخصوم وكيفية تنصيب  لهم المشانق ليلا و نهارا  حتى في أيام الأعياد...

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات