"طوني بلير" ماذا أنت قائل لملايين العيون بكت دما بعد أن جفت دموعها ؟
سيقف اليوم "طوني بلير" رئيس حكومة بريطانية السابق أمام لجنة تقصي حقائق لتسليط الضوء في كيفية وأسباب زج بريطانيا في حرب غزو واحتلال العراق إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ، تحت مسوغات أسلحة دمار الشامل التي بحوزة نظام صدام والقادر على استعمالها في ظرف أقل من ساعة.
مسوغات ظهرت في آخر الأمر أنها كانت كاذبة و مبررات مزيفة لتبرير عملية الغزو و تدمير دولة ذات سيادة عضو في الهيئة الأممية . وعلى بلير أن يشرح ذالك للجنة ومن وراءها عائلات الجنود القتلى والمصابين والى الملايين العراقيين الذين قتلوا و جرحوا وشردوا من ديارهم ظلما و عدوانا . وعليه أيضا أن يشرح حتى ولو كان للعراق أسلحة الدمار الشامل من الذي خوله أن يقوم بدور المدعى العام وقاضيا ومحافظ شرطة وفي نفس الوقت غازيا ومحتلا .
وقد يحاول الدفاع عن مشاركته في الجريمة بالقول أن صدام حسين كان من "الممكن" أن يحصل مستقبلا على أسلحة دمار شامل ويستخدمها لو لم يتم ذالك الغزو وقطع الطريق عليه ، في هذه الحالة على طوني بلير غزو جميع دول العالم ، لأنها كلها تريد امتلاك أسلحة من هذا النوع لتكون ضمان لأمنها ووجودها في عالم لا مكان للضعيف . لأن لو كان لصدام حسين أسلحة دمار شامل حقيقية لما تجرا بلير و حليفه الأخر في مجرد التفكير في إيذاءه.
وبالطبع تلك الحجج والبلاغات الخطابية التي يستخدمها بلير ، مستفيدا من كونه محاميا ، لا تقنع أحد وخاصة أهالي الجنود الذي ضحى بهم بلير في محرقة العراق والذين يكونون حاضرين للاستماع إليه في هذه الجلسة...
طوني بلير ، ماذا أنت قائل لأعين مزقتها أدمع جرائمك لملايين العراقيين . أعين بكت دما بعد أن جفت دموعها لضياع وطن و فراق أحباء . رغم الكل متأكد أن صلاحيات هذه اللجنة لا تتعدى الاستماع و التسجيل، "ربما هدفها تطييب الخواطر أكثر منها معرفة شيء أخر " .
ولكن ربما تكون خطوة أولى للجنة قضائية مستقلة تحجز لطوني بلير مقعدا في محكمة جرائم الحرب بلاهاي ويكون جارا للمجرمين الذين سبقوه إلى هناك ومنتظرا صديقه وحليفه في الجريمة الالتحاق به في رحلة خاصة و بدون عودة ، يقطع خلالها ولأخر مرة المحيط الأطلسي ...
حمدان العربي
29.01.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق