كل المؤشرات تدل أن هناك "طبخة" من النوع الخاص تحضر،أو هي فعلا أتنهى تحضيرها ، لمجاميع "الصحوية" في العراق .
نهاية هذه المجاميع ستكون أقسى و أبشع من نهاية الجيش المهدي ، الذي تم "ذبحه" بعد أن أتم بامتياز المهمة التي أكلت إليه و استعماله و استعمال اسمه في ارتكاب المجازر مغولية رهيبة في "تنظيف " طائفي و مذهبي في بغداد و غير بغداد.
"الصحوات" هذه الظاهرة الجديدة من إنتاج و اختراع المحتل ليجعلها "سترات" واقية لجنوده بعد أن أنهكت قواته و تجهيزاتها المتطورة و فشلت عبقريته العسكرية وكل اختراعاته الصناعية في ذالك.
وقد قامت هذه المجاميع بالمهمة الموكلة إليها بتفاني و إخلاص وكانت خنجرا مسموما في ظهر المقاومة وخاصة أن هذه المجاميع هي من البيئة التي تحتضن المقاومة و هناك من كان منخرط فعلا فيها ، لذالك هي كانت أدرى بشعاب مكة.
وقد أراحت تلك المجاميع قوات الاحتلال " نسبيا " من كابوس مظلم ،خاصة في الأنبار التي كانت عليها نارا و حمما ، وتفانت وقامت بأكثر مما طلب منها .
وبعد أن أحس الاحتلال أنه لم يعد بحاجة لتلك "السترات" ، و خاصة هو الآن يفكر في المرحلة القادمة وهي إعادة نشر قوته بترك المدن و التمركز في قواعد حصينة و بعيدة ، بدأ التفكير في كيفية التخلص منها ، وهنا تقاطعت المصالح مع حكومة المنطقة الخضراء التي لم تكون مرتاحة أصلا لفكرة الصحوات، التي تنظر إليها بمنظار طائفي.
وهناك معلومات أن هناك فعلا ملاحقات لهذه المجاميع من طرف هذه الحكومة ، و خاصة كثرة هذه الأيام أخبار استهداف تلك المجاميع و قادتها بتفجيرات واغتيالات ، و بطبيعة الحال لن تجرؤ تلك الحكومة على اخذ هكذا قرار لو لم تتلقى الضوء الأخضر من الاحتلال صنيع و حامي تلك المجاميع.
وبدون أدنى شك قضية "الصحوات" نقطة محورية في مباحثات بما يعرف بالاتفاقية الأمنية التي تسعى إدارة بوش إتمامها بسرعة لتكون الانجاز الوحيد لجورج بوش ، لعملية غزوه و احتلاله العراق، قبل مغادرته البيت الأبيض قريبا .
وهنا بالطبع ستستغل تلك الحكومة لهفة هذه الإدارة في ذالك لفرض و تمرير "سيناريو" التخلص من تلك "الصحوات" .
وفي النهاية تلك المجاميع ليست في مهب "الريح" و لكنها في مهب "الرياح" ، لأنها فقدت و انسلخت عن شعبها و أهلها ، وهي ستطارد من الحكومة و الاحتلال معا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق