الخميس، 18 ديسمبر 2014

الطائفية "سلاح مقيت" في يد السياسيين...


الطائفية غير موجودة أصلا في نفوس المواطنين العاديين. بل أكثر الناس لا يعرفون أصلا معناها أو لا يحاولون تضييع وقتهم في معرفة ذلك...
و المواطن العادي همه وأمنيته الوحيدة العيش الكريم وتحقيق أحلام وأحلام أولاده في الحياة الدنيا والسعي الخروج منها (أي من الدنيا)، بسلام أو على الأقل بأقل ضرر ممكن...
والمواطن العادي لا يهمه طائفة جاره أو آخرين و لا يسأله حتى عنها . وإنما الذي يؤجج في نفوس الناس هذا الداء البغيض المقيت والذي يصبح فيه الجار يؤذي جاره أو حتى أخاه أو فرد من أفراد عائلته على خلفية طائفته أو معتقداته، هم السياسيون أو تجار السياسة وحدهم لا غير ...
وفي الكثير من الأحيان يجدون السند والدعم من بعض العلماء وأهل الدين الذين هم في الحقيقة رجال سياسة في ثياب دينية. وهم وحدهم يتحملون كل المصائب التي تصيب المجتمعات ماديا و معنويا .
والسياسيون الذين يلجأون إلى إحياء الفتن وهي ميتة إنما يلجئون لذلك من أجل الوصول إلى مآربهم الشخصية وهي السلطة و التسلط و مزياها المادية وأرقام مصرفية سرية وعلنية هنا وهناك والناس و دمائهم وأعراضهم هي الجسور التي توصلهم إلى تلك المآرب والأهداف ...
وما يجري في العراق خير دليل ويوضح أن هذا السلاح المقيت وهو أشد خطرا من أي سلاح تقليدي أو دمار شامل. الولايات المتحدة استعملت فعلا "سلاح الطائفية" بعد أن فشلت جميع أسلحتها ، منها الفتاكة التي تجرب و تستعمل لأول مرة في الحروب...
كل ذلك لم تتمكن من إجبار العراقيين على إمضاء وثيقة الاستسلام وتسليم لها مفاتيح البلاد على غرار ما فعله "أبو عبد الله الصغير" بمفاتيح غرناطة عندما سلمها راكعا لملك المنتصر وهو واقف...
وربما الباخرة التي أعلن على متنها جورج بوش وهو في أوج تكبره الإمبراطوري انتصاره التاريخي في العراق، هي نفسها الباخرة التي اختيرت من طرف بوش لإقامة عليها حفل استسلام العراق وتسليم مفاتيحه ...
على غرار ما فعله " أبو عبد الله الصغير " ، أو كما فعله المنهزمين في نهاية الحرب العالمية الثانية ، اليابانيين والألمان. وقد غرقت تلك الباخرة وأحلام صاحبها في العراق ومياه أنهاره الجارفة...
وذلك بفضل الشعب العراقي بجميع طوائفه ، " قبل أن تتمكن منه تلك المكائد الخبيثة أفخاخ الطائفية المقيتة" . الشعب (العراقي) ، الذي فوت على بوش حلمه وحوله إلى كابوس ، تمكن منه "السياسيون" وسلاحهم الطائفي اللعين ...
ولولا سرعته "الاحتلال " ، ونجاحه في استخدام هذا السلاح بمساعدة السياسيين الذين آتى بهم على دباباته وفوق سفنه الحربية يساندهم سياسيين في ثياب دينية ...
لكان بوش نفسه هو من يوقع وثيقة الاستسلام على أسوار بغداد مقابل السماح له بسحب جنوده بدون أسلحتهم وبشيء من ماء الوجه وهو من يطلق "زفرة الهزيمة" على ربوة بغداد . "زفرة" تكون أشد من الزفرة التي أطلقها "أبو عبد الله الصغير" على ربوة غرناطة ...







بلقسام حمدان العربي الإدريسي

29.04.2013

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات