السبت، 1 مارس 2014

المالكي زاهد في السلطة !





"مجموعة أهم الأحداث" : من كان يستمع إلى كلمة نوري المالكي رئيس حكومة العراق ما بعد صدام حسين ، وهو يتحدث في حوار صحفي ،  أنه زاهد في السلطة وأنه رفض عرضا لتمديد ولايته بعامين آخرين ، يظن المستمع  للوهلة الأولى أنه ليس نفس الشخص وقد يكون شبيها له ، كما هو شائع من قبل في العراق و"شبهاء" صدام حسين الكثيرين  ...
لأن نوري المالكي المعروف (وليس الشبيه) متشبث  بالسلطة ليس لعامين فقط وإنما حتى يرث الله الكون وما عليه ، و حتى  لو أدى ذلك إلى تقسيم العراق أو فناء مكون أساسي من الشعب العراقي   تماما من خارطة الوجود...
نوري المالكي ، الكل يتذكر كيف وصل للسلطة وكيف  تشبث بها  رغم أنه خسر  انتخابيا ،  مهددا متوعدا كل من كان يقف أمامه أو  يحاول انتزاع منه كرسي السلطة بفك لجام مليشياته اختصاصها رمي جثث الخصوم على حواشي الطرقات و في مجاري المياه ، معتبرا السلطة  غنيمة غزو و ضريبة ثار على المنهزمين دفعها على مدى الحياة...
ونوري المالكي مع اقتراب الانتخابات زج بالبلاد  في نفق مظلم المخرج منه قد تكون حربا أهلية تمزق  النسيج الوطني تمزيقا لا يمكن ترميمه و  إصلاحه ربما للأبد ...
ولا يخفى على أحد أن الهدف المبطن من رمي البلاد في مثل هكذا مجهول هو الاحتفاظ بالسلطة حتى لو كان الثمن  جماجم ودماء جزء أساسي  من الشعب العراقي...
 رغم أن مطالب هذا الجزء من الشعب العراقي كانت  في البداية بسيطة و لم ترقى  حتى لمطالب  سياسية و إنما المطالبة بأدنى الحقوق والمساواة في المعاملة والخدمات الاجتماعية وإلغاء تلك المادة المشؤومة والتي وجدت خصيصا للانتقام ويسميها البعض  "المادة 4 سنة" بدل من "مادة 4 إرهاب"...
تلك المادة كم أهلكت و ما زالت تهلك من الرقاب يوميا و بالجملة ومصدر فخر لوزير العدل في حكومة المالكي وهو يعطي في كل مرة أرقام المعدومين على أساس هذه المادة ،  من بينهم نسوة قد تكون  تهمتهن  أنهن  زوجات  أو أمهات  مطلوبين عجزت أجهزة الأمن  من إلقاء  القبض عليهم...
والاحتفاظ المالكي بالسلطة ليس مطلب شخصي أو طائفي  فقط وإنما هي إرادة أمريكية-إيرانية ، وجدتا  في الرجل كل المواصفات المطلوبة المتوافقة مع أهداف الإستراتيجية للبلدين المختلفتين في العلن و المتوافقتان في السر...
ونوري المالكي هو القاسم المشترك لهذه الأهداف المشتركة بين إمبراطورتين واحدة في حالة انكماش و الأخرى في حالة امتداد، تجهز نفسها وتستعد لاستلام الشعلة من الإمبراطورية التي ستنسحب من المنطقة عاجلا أو آجلا لمليء الفراغ الأمني والفراغ الأمني  لا يمكن أن تسده إلا قوة إقليمية ولا يمكن أن تكون تلك القوة إلا إيران ذات أنياب نووية واعدة ...
والخاسر الوحيد في هذا الانكماش و الامتداد هي الدول العربية عامة و المجاورة بالخصوص. هذه الدول ارتكبت غلطة إستراتيجية وتاريخية قاتلة ، ستبقى تدفع ثمن ذلك لعصور عديدة بتفريطها عمقا استراتيجيا على وزن العراق وتركه لقمة صائغة لاحتلال أمريكي ليهديه  بدوره على طبق من ذهب  لاحتلال إيراني بدون طلقة رصاص  واحدة ...
تلك الدول أرادت التخلص من صدام حسين فتخلصت من العراق كله وبالتالي من باب كان يصد عنها مطامع تاريخية وقومية تحملها رياحا عاتية آتية من الشرق. بابا لا يمكن إعادته أو حتى ترميه حتى و لو جيء بنجارين العالم كلهم...
ولا يعرف كيف لهذه الدول أن تعيد التوازن المختل مع إمبراطورية صاعدة اقتصاديا و عسكريا وقد برهنت أنها كذلك فعلا وأنها رقما صعبا لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه وبرهنت على قدرتها في  المراوغة  و المناورة  بدون أن تتنازل قيد نملة  عن حقوقها و مطامعها ...
 حتى تلك التهديدات و الألقاب المتبادلة بينها و بين الولايات المتحدة و حليفاتها إسرائيل اختفت أو تكاد تختفي من قاموس المخاطبة بينهما وأصبحت مفردات المخاطبة أكثر ودا واحتراما وتفهما لمصالح بعضهما البعض ...



حمدان العربي الإدريسي
01.03.2014     

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات