"مجموعة
أهم الأحداث" : في الحقيقة كدت نسيان بالمطلق شيخ موجود في
العراق اسمه عبد الغفور السامرائي ، واخر
رسم لصورته في ذاكرتي هي تلك الصور المنشورة على شبكة الانترنت للشيخ وهو منبسط في حفلات غذاء مع جنود الجيش الأمريكي أثناء عملية احتلال العراق.
ربما في تلك اللحظات بالذات كانت أرواح العراقيين وأعراضهم
تنتهك من أفراد جيش الاحتلال الذي كان يشاركهم الشيخ الغذاء و الانبساط...
قلت ، كدت نسيان شيخا بهذا الاسم لولا اهتمامي في هذه الأيام بما يجري
لأهلنا في العراق وما حدث للمحتجين السلميين في الحويجة وغير الحويجة والدماء التي
سالت ظلما و عدونا مع سبق الاصرار و الترصد من قوات أصبح لا فرق بينها و بين تلك
القوات التي كان يشاركها الشيخ الولائم والاستقبالات .
الشيخ المذكور خرج بعد أحداث الحويجة على وسائل الاعلام برفقة رئيس الوقف الشيعي في
العراق ، ويبدو أن الأول هو صاحب المبادرة من خلال حديثه ،محذرا من " الفتنة الطائفية"، داعيا جميع
الأطراف الى اللقاء في مسجد أم القرى يوم الجمعة المقبل...
لكن من قال
للشيخ أنها فتنة طائفية ؟ عبارة أصبحت "شماعة"
و"غول" للتخويف بها الناس ... أنها اعتصامات ، صحيح أنها في مناطق معينة
لكنها سلمية لم يسمع من كل ساحات الاعتصام
في كل تلك المحافظات المنتفضة صوتا له نفس
طائفي أويدعو لذلك. انها اعتصامات في قمة
الحضارة و التمدن بمطالب لا يختلف عليها اثنين لهما عقلا و ضميرا .
حتى اني في
الكثير من الأحيان شخصيا أتعجب لهذا الصبر
العجيب لأهلنا في العراق كل هذه المدة و دمائهم
تسيل وأعراضهم تنتهك
في السجون لحرائرهم بحجة مكافحة الارهاب .
هل هناك ارهاب أكثر من اعتقال النساء
للضغط على أزواجهن أو أولادهن لتسليم أنفسهم بانتهاك أعراضهن ...
وأتعجب أيضا ، كيف لرجال قاوموا في ملاحم بطولية ، ستسطر في التاريخ بخطوط
من نور لأقوى امبراطورية عرفها التاريخ وجعلها تولى الأدبار وهي جاءت للعراق
لتستقر الى ما لا نهاية ، يصبرون كل هذه المدة على هذا الظلم والتمييز وسيف
"المادة الرابعة ارهاب" مسلط على رقابهم التي لا تستثني حتى أعراضهم .
بدون ادنى شك ، لا يمكن مقارنة قوة جيش الاحتلال الذي
قهر وأجبر على الانسحاب على أيادي هؤلاء الرجال ، بقوة جيش المالكي بتركيبته و جهزيته
المعروفتين ، التي ليست لهما أوجه مقارنة مع قوات الاحتلال المنهزمة ...
وهذا دليل واضح أن السلمية هي السمة الغالبة لدى هؤلاء
الرجال الذين يدعوهم الشيخ عبد الغفور للتعقل ونبذ العنف . ومنذ متى كان محاولة
رفع الظلم والدفاع عن الحقوق والأعراض عنفا ؟
كان الأجدر على فضيلة الشيخ الصمت ، ربما يظن بعض الناس
أنه أضعف الايمان من شيخ لم يستطيع تغيير
منكرا بيديه أو بلسانه ...
حمدان العربي الإدريسي
24.04.2013
24.04.2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق