الاثنين، 15 نوفمبر 2010

عيد مصطحبا معه ذكرى رحيل الرئيس صدام حسين











غدا سيحل عيد الأضحى المبارك مصطحبا   معه ذكرى أخرى  لرحيل الرئيس صدام حسين التكريتي،رئيس جمهورية العراق العربية الإسلامية ، بعد أن وقع في الآسر لدى الاحتلال الأمريكي وحلفائه ...
سلمه الاحتلال لخصومه وأعدائه ،مخالفة لكل المواثيق والقوانين الوضعية و السماوية ، وتم الانتقام منه بشنقه صبيحة يوم العيد الأضحى ،  من المفروض يوم   تنحر فيه الأنعام و ليس العباد  ...
عيد كانت تنتظره الأمة الإسلامية ، من مشارقها إلى مغاربها ،أطفالها ،نسائها ورجالها ،لإحياء تلك واحدة من أهم شعائر السماوية ذات الدلالة الكبيرة ،ألا وهي أن في ذلك اليوم لا دماء الإنسان عليها أن تسيل ، واستبدلها الله بدماء أنعام سخرها لعباده  لتكون عبرة ودلالة إلى يوم يبعثون...
لكن الإنسان استكبر و تمرد على تلك الإرادة السماوية، وجعله يوم "نحر"  للخصوم  و "فرجة" للمتفرجين وموعدا للانتقام   ...
 كأن هؤلاء أرادوا القول  أن الله ضعيف و هم الأقوياء ، مثلهم مثل الذين قالوا أنهم الأغنياء و الله فقير  ، لقد سُجل ما قالوه و ما فعلوه إلى يوم معلوم ...
وظهر  من أدعى أنه هو صاحب   ذلك "القرار " وصاحب فكرة  تنفيذ الحكم في صبيحة ذلك اليوم المبارك     مفتخرا  معتزا   بأنه  رفض طلبا للمحتل بعدم تنفيذ الحكم الإعدام في مثل هكذا أيام ...
 كأنه أراد أن يقول "انظروا المحتل ، الذي دمر البلاد وهتك أعراض المسلمين ،أرحم ويخاف الله أكثر منا".  رغم أن فكرة الإعدام في صبيحة مثل هذا اليوم ليس صدفة أو مصادفة  ...
  مثل هكذا أفكار إستراتيجية خطيرة الشكل و المضمون ، عنوان كبير لمشروع فتنة ، لا يقل  خطورة عن كل المؤامرات التي تعرضت وتتعرض و ستتعرض لها هذه الأمة ، ولا تقل خطورة من وعد بلفور المشئوم ،أو تقسيمات (سايكس-بيكو)  الأكثر شؤما ...
 إعدام صدام حسين في صبيحة العيد له هدفين الأول انتقامي من طرف إسرائيل وأمريكا وإيران (ولكل واحد سببه الخاص به)  ، وثانيا بذور فتنة زرعت في جسم هذه الأمة المريض أصلا...
وهذه البذور تم تحميصها وتركيبها في مخابر الموساد والمخابرات الأمريكية وتقاطعت مع المخابرات أطراف أخرى ...
إعدام رجل كان رئيس دولة وزعيما محسوبا علي أمة تشكل الجزء الأكبر لأكثر من مليار شخص هو أكثر من قنابل عنقودية لا يمكن التنبؤ بوقت ومكان انفجارها......
وهؤلاء الذين أعماهم الحقد لم يتذكروا مقولة أحد أمراء الأندلس عندما طلب منه المساعدة للقضاء علي خصمه وغريمه المسلم ، قائلا  لهم: "أقبل أن أكون راعي غنم عند عدوي المسلم ولا راعي الخنازير عند الصديق الكافر"...
إعدام صدام حسين في يوم العيد فتنة علي الطريقة الايرلندية، لأن كل عام وفي صبيحة كل يوم  عيد سيحتفل " المنتصرون " الزاحفون  من وراء دبابات الاحتلال   بذكري إعدام "الطاغية صدام"  ،كما يسمونه، أمام مرآي ومسمع قسم من طائفة محسوب عليهم ذلك الرجل ، لاستفزازهم والتذكير بجرح قديم مفتوح  ينزف وجعا وآلما ...
كما يحدث تماما في ايرلندا، عندما تحتفل طائفة كل عام بذكري انتصار ملكهم ويستفزون بذلك الطائفة الأخرى، وهذه هي الوصفة التي وصمت العراق وستبقي ربما لألف سنة وهي تنهش في جسم الأمة...
 والذي  أفتخر  من أمضى أمر الإعدام  أمام الشاشات والإعلام  بأنه هو الكاتب والمخرج وفي الحقيقة ما هو إلا "قفازا"  من البلاستيك أستعمل لتركيب وزرع هذه البذور الخبيثة...

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات