إيران، بعد قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بتشديد العقوبات الدولية عليها ، والتخلي عنها من طرف الحلفاء الافتراضيين (روسيا و الصين) الذين فضلا مصالحهما الإستراتيجية على صداقة دولة غضب عليها إمبراطور العصر .ويبدو أنها أحست بالوجع قبل وقوعه وهي سترى سفنها و طائراتها تفتش في الأجواء و المياه وهي تتذكر سيناريو العراق .
لهذا أرادت الإسراع في استرضاء هذا الإمبراطور الغاضب بكل الوسائل وإعطاء إشارات قوية له أنها تحت أمره ، وأنها على استعداد مقايضة رضاه بكل ما يطلب منها وأنها تستطيع إنقاذه من الحفرة العميقة الواقع فيها في بلاد الرافدين وأنها تملك مفاتيح إعادة هيبة الإمبراطورية الضائعة، مقابل الصفح و العفو...
وسارعت بإرسال مبعوثها إلى العراق وقالت أنها ستبدأ جولة من مباحثاتها مع أمريكا في الشأن العراقي ، كأن العراق مقاطعة من مقاطعات بلاد الفرس ، وأن ليس في العراق رجال يستطيعون التفاوض مع المحتل ، وأرسلت بالفعل ، في اليوم التالي ، مبعوثها إلى بغداد لتتلقى اهانة مدروسة و قاسية بعد أن تبين أن لم يحدد أي موعد مع الجانب الأمريكي، وقال المتحدث الأمريكي لا علم بهذا اللقاء...
أمريكا أرادت إذلال خصم يتطاول عليها في العلن ويتآمر معها في السر ويستغل و يتاجر بجروح نازفة... . وعلى إيران أن تفهم أن التسول على أنقاض بغداد لنيل رضا و صداقات الإمبراطور الغارق في هذه الدماء لا يجدي و عليها التذكر الماضي القريب ، قصة الشاه الحليف الصديق في العلن و السر لهذا الإمبراطور...
العراق عربي...و إلى العروبة ينتسب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق