جنرال جياب،الزعيم الفيتنامي المشهور،له وصف شهير عن أمريكا عندما قال أنها نمر من ورق ذو الأنياب النووية
لكن المقاومة العراقية أعادت تعريف هذا الوصف و أثبتت أن أمريكا ما هي إلا نمر من طين بمخالب نووية، "يتحلل " إلى تركيبته الأولى كلما لمس الماء ، ومن أراد التحقق من ذالك عليه مراجعة السجل العسكري لهذا النمر المزيف الهائج
ماعدا الانتصار، في الوقت الضائع، في الحرب الكونية الأخيرة ،أو شبه انتصار،بعد استعمالها سلاح جديد فتاك لم تكون تعرفه البشرية ،مستغلة الظروف القاسية الذي كان يمر بها المحور بعد انهزام الفعلي للرايخ الثالث و خروج الطليان و انهيار القدرات العسكرية للإمبراطورية اليابانية و انهزامها العملي ، رغم ذالك لم تتردد في استعمال هذا السلاح و ضد المدنيين للفوز بمكاسب سياسية ما كانت تحلم بها لولا القضاء و القدر وغباء و تهور زعيم الرايخ
مع العلم نتيجة هذه الحرب حسمها الجيش الأحمر في الجبهة الشرقية و توحل القوات الألمانية في أوحال روسيا ، و بالتحديد معارك ستالينغراد التي كانت الضربة القاضية للرايخ ، بعد أن تمكن هذا الجيش المنضبط من تحييد و القضاء الكلي على القوة الضاربة للرايخ ألا و هو الجيش السادس العظيم و قائده الاستراتيجي الكبير "الجنرال بولوس" الذي كان ضحية غباء و غرور "الفوهرر" ،
إمبراطورية كانت ممكن أن تحكم العالم أكثر من آلف عام ، لو لم يكون على رأسها زعيم غير هتلر، الجنرال برتبة عريف
نفس الشيء تعيشها إمبراطورية العصر، و التي ستغيب عنها الشمس قريبا لنفس الأسباب التي تحدثنا عنها سالفا أي إمبراطورية تفقد سبب وجودها إذا وقع خلل في معادلة الحكمة و القوة،
ماعدا النصر في الوقت الضائع،كما سلف ذكره، في الحرب العالمية الثانية لم تشهد هذه الإمبراطورية أي انتصار فعلي و حقيقي ابتداء من الحرب الكورية و الاكتفاء بالتعادل الايجابي و مرورا بحرب الفيتنام و الخروج المذل و المهين ، رغم الاستعمال كل أنواع المحرمات من أسلحة فتاكة ربما تفوق قدرتها التفجيرية قنابل هيروشيما و نغازا كي ، و الهروب ليلا من لبنان بدماء تنزف، و الهروب فجرا من الصومال البلد الصغير الضعيف المنقسم المنهك من الاقتتال الداخلي و الظروف الاقتصادية الصعبة و رغم ذالك أهان نمر العصر الهائج
و جاءت الضربة القاضية عندما انغمس في النهرين بأرض الرافدين و إذا به جسم من طين أعادته مياه دجلة و الفرات إلى تركيبته الأصلية
يقول قائل و مع ذالك هذا النمر انتصر و أزاح التمثال من ساحة الفردوس ، انتصاره السهل في العراق كانتصار فريق لعدم حضور خصمه على أرض الميدان ، لا ندري أسباب غياب الخصم ،التاريخ سيكشف ذالك ، أهو عجز من القيادة و عدم أهليتها لتعبئة البلاد و العباد لمواجهة حرب من هذا النوع أما هي خيانة الخائنين المندسين في مفاصل الدولة ،أو الاثنين معا
لأن مدينة بحجم بلدية، كأم القصر،تعرقل الغزاة و تسبب لهم مشاكل و أسالت لهم العرق البارد في جو ساخن ، فكيف ببغداد الكبيرة و العظيمة تسقط بهذه السهولة
نمر و صل إلى ساحة الفردوس مارا على جسور بقت صالحة للاستعمال و طرق سريعة ممهدة و مطارات تركت هدية له غير منبوشة كي يستغلها كما شاء،وآبار و أنابيب نفط صالحة للاستعمال...الخ
في كل الحروب ، كل شيء يسهل أو يستفيد منه الغازي و المحتل لابد أن يدمر مهما كان، وبهذا أسلوب انتصرت عدة أمم واجهت غزاة أكثر عدد و عدة ، و انتصر ستالين على قوات"الفوهرر" الهائجة بهذا الأسلوب فلم يتركه له و لو أحجار، في كل انسحاب، يمكن الاستفادة منها
ولو حصل ذالك في العراق، أضف إلى ذالك المقاومة العظيمة و السريعة التي تبعت الاحتلال مباشرة لم تترك للمحتل أي وقت لتأقلم مع الوضع ،لكان وضع الاحتلال اليوم مختلف جذريا،
الدليل على ذالك معارك الفلوجة ،و لولا الاستعمال المفرط للأسلحة غير التقليدية لما تمكن من اقتحامها
وقد يقول قائل ،أيضا، و الأنياب النووية ،و ماذا عساها أن تفعل أنياب إذا ذاب الجسم و فقد العقل ، كمثل البيت المخزونة فيه كل أنواع السوائل و المواد القابلة للاشتعال من بنزين و ما يشابه ذلك ،فأي تصرف غلط من أهل هذا البيت الغير منضبطين ستقع الكارثة، سيتهدم البيت و أيضا بيوت الجيران وربما حتى بيوت الحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق