جورج تينيت : الملك عبدالله الثاني دعا لضربة عسكرية وعرض قبل 11/9 إرسال فرق أردنية خاصة لملاحقة زعيم القاعدة
ركزت معظم المراجعات لكتاب جورج تينت وذكرياته عن عمله في المخابرات الامريكية (سي آي إيه) في قلب العاصفة: ايامي في سي آي إيه علي محاولة جورج تينت نفي دوره في حرب العراق وانه اخبر جورج بوش ان الحالة ضد صدام حسين هي واضحة سلام دانك وهي العبارة التي تستخدم في لعبة كرة السلة، وقال ان عبارته هذه اخرجت عن سياقها. واكد ان بوش كان قد حزم امره لغزو العراق قبل هذه العبارة. والمذكرات المهمة التي لم تلق الترحيب الكبير من معلقي الصحف الامريكية تحكي عن رحلة استمرت سبعة اعوام علي رأس الوكالة وباستثناء الفصلين الاولين اللذين يتحدث فيهما تينت عن تعيينه وجهوده لاصلاح وتفعيل الوكالة فإن الفصول اللاحقة وان لم تقدم جديدا حول الحرب علي القاعدة الا انها تكشف جزءا من علاقات الوكالة مع الساسة ورجال الامن العرب، وموقف الوكالة من طالبان والتعاون الامني مع الباكستان الذي ظل اشكاليا ومحكوما بالظروف الجيوسياسية وكذلك العلاقة مع التحالف الشمالي الافغاني، والمعارضة العراقية، واجواء ما قبل الهجمات التي يقول ان المخابرات كانت تعرف بوقوعها وبقربها حتي تموز (يوليو) 2001، وكذلك علاقة الوكالة مع الملف الفلسطيني. وتحاول هذه القراءة المطولة التركيز علي هــــذه المفاصل.السؤال الذي يطرح في سياق دفاع تينت عن سجل المخابرات الامريكية هو لماذا لم يتم احباط الهجمات في ايلول (سبتمبر) 2001، مع ان كل الغيوم كانت تتجمع وكل الرسائل التي كانت تتلقاها المخابرات الامريكية تشير الي ان بن لادن كان يخطط لعمليات كبيرة، وأول فعل له في يوم الهجمات ان منفذيها هم من اتباع القاعدة. يخصص تينت صفحات كثيرة للحديث عن الدور الذي لعبته المخابرات الامريكية في تفكيك القاعدة وتطوير آليات لمكافحتها ولكن سي اي ايه وان اقتربت من بن لادن الا انها لم تكن قادرة علي اختراق التنظيم، ويقول انه خلال الفترة ما بين 1998 ـ 1999 كان يعمل بدأب علي البحث عن مصادر اضافية لمكافحة القاعدة. وقدم مشروعا لادارة كلينتون للحصول علي ميزانية اضافية ولم يحصل منها الا علي القليل. وينتقد عدد من السياسيين في مرحلة ما بعد 11/9 الذين اخذوا يستعرضون بطولاتهم وانهم شجعوا سي اي ايه علي الانفاق، وحتي لجنة التحقيق في الهجمات لم تفهم الوضع وانه لا تستطيع ان ترمي كل جهودك باتجاه مشكلة ما وقدراتك ليست قوية. ويقول انك لا ترمي جواسيس علي القاعدة وهم ليسوا في حوزتك ولا تطلب من مجلس الامن القومي الاشارات الاستخباراتية التي تملكها والمجلس نفسه قدراته تتداعي، وهم في حالة من الصمم غير قادرين علي رصد اي اتصال، ويري ان المخابرات الامريكية كانت في نهاية التسعينات في الفصل الحادي عشر، ولم يقم لا الكونغرس او الجهاز التنفيذي بعمل اي جهد في هذا السياق. ويضيف ان المشكلة ليست في المصادر المتوفرة له ولكن في موقف صناع السياسة الامريكية ذلك ان هؤلاء كانوا يتعاملون مع الخطر الارهابي كمشكلة لها علاقة بفرض النظام والقانون. ويري ان وزارة العدل انفقت جهودا كبيرة من اجل جمع الادلة حول كيفية محاكمة المتشددين الاسلاميين وكأن الامريكيين سيقومون بالقاء القبض عليهم بسهولة. ضوابط كثيرة منعت من قتل بن لادنوضمن هذا السياق اصدرت وزارة العدل عام 1998 قرارا وجهت فيه اتهامات لبن لادن لضلوعه في قتل جنود امريكيين في اليمن. وبعيدا عن الاجراءات القانونية فالمخابرات حاولت جمع معلومات عن بن لادن، فهي وان كانت قادرة علي استخدام القوة العسكرية لقتل بن لادن الا انها يجب ان تكون حذرة في استخدام قوتها من خلال حصولها علي معلومات دقيقة وموثقة قبل اتخاذ اي قرار بتصفية بن لادن، ويقول انه كان من النادر ان تتوفر لدي امريكا المعلومات الكافية والوقت اللازم من اجل التأكد منها. الطريق الاخر لتجميد بن لادن كان من خلال الطرق السرية وكل السلطات التي منحتها ادارة كلينتون كانت تقوم علي محاولة القاء القبض علي بن لادن مما يعني ان الاخير كان سيقاوم حالة القبض عليه وقد يقتل اثناء العملية، ولكن اوامر كلينتون كانت القاء القبض عليه اولا وقد تأكد هذا من خلال محادثاته مع جانيت رينو وزيرة العدل في حينه التي اكدت له ان قتل بن لادن سيعتبر مخالفا للقوانين الامريكية. ويعتقد ان العقبة في تلك الفترة هو عدم توفر الادلة الاستخباراتية القوية عن بن لادن وهرم القيادة في تنظيمه ولهذا فان اي قرار يتخذ في هذا الاتجاه سيكون بلا معني. وهناك الكثير من الحالات التي كان يمكن فيها تصفية بن لادن لكن الوقت واتخاذ القرار كان يعني ضياع الفرصة خاصة ان بن لادن كان يتحرك بشكل مستمر. بالنسبة لاستخدام الصواريخ فانها وان كانت ناجحة في تدمير الاهداف الثابتة فان نسبة نجاحها في الوصول للاهداف المتحركة والبشرية قليلة، وسينتظر تينت انتاج الصاروخ بريديتر الذي يملك القدرة علي الوصول للاهداف بدقة مما حرر المخابرات من الاعتماد علي وسائل جمع المعلومات التقليدية خاصة من اعضاء التحالف الشمالي الافغاني. وهنا يتحدث انه في عام 1998 ظهر عدد من المحاولات لالقاء القبض علي بن لادن منها واحدة يقوم بها اعضاء في التحالف الشمالي واعتمادا علي جماعات قبلية بالدخول علي سكن بن لادن في اثناء نومه وخطفه بعد لفه في سجادة، ونقله بعيدا للصحراء واحتجازه مدة طويلة لحين وصول الامريكيين، طبعا هناك معوقات كثيرة منها تحديد مكان بن لادن بدقة ومع اي زوجة كان سيقضي ليلته، ودراسة امكانية وقوع ضحايا وقتل نسائه ومن هنا يري ان امكانية نجاح الخطة لها حظ لا يتجاوز الـ 40 بالمئة. فكرة اخري هي تكليف رجال التحالف الشمالي بالهجوم علي مسكن بن لادن بالاسلحة وان اصبح مقبولا بعد الهجمات الا انه قبلها كانت تعترضه الكثير من العقبات، ففكرة اقتله واترك الباقي علي الله لم تكن مقبولة. ومن بين الذين كانوا يرون ضرورة قتل بن لادن بهذه الطريقة مدير وحدة اليك التي تتخصص في تحليل كل المعلومات عن بن لادن، ولكن الطاقم القيادي في المخابرات وكلهم ضباط لهم تجربة طويلة رفضوا الفكرة. بالنسبة لاعتماد المخابرات علي رجال القبائل الافغانية كان هناك تحفظ اخرـ فمن ناحية كانت قدرتهم علي الحصول علي معلومات امنية عن بن لادن وتحركاته جيدة الا ان تينت كان يتحفظ علي قدراتهم التنفيذية والعملياتية. ويقول انه في آب (اغسطس) قرر ان يشطب خطة الهجوم علي مزرعة تارناك وهي واحدة من مقرات بن لادن، مع ان هجمات شرق افريقيا حدثت في نيروبي ودار السلام ويقول هنا انه حتي لو تم تنفيذ العملية التي كانت مقررة في شهر حزيران (يونيو ) فان هذا لم يكن ليمنع العمليات من حدوث هجمات شرق افريقيا. يعترف الكاتب هنا ان الاستخبارات الامريكية لم تكن تعاني من قلة في المعلومات والتقارير عن الاماكن التي تواجد فيها بن لادن ولكن المعلومات التي تشير الي اين سيكون والمكان الذي سيتواجد فيه. ملاحقة الشبكة الدولية للقاعدةبعد هجمات شرق افريقيا وفي اجتماع مغلق مع مسؤولي مجلس الامن القومي اتخذ قرار ليس بملاحقة بن لادن في افغانستان ولكن مؤسساته الدولية ومن هنا جاءت تسوية مصنع الشفا في الخرطوم، وتدمير معسكرات للقاعدة في خوست، وفي الاخيرة كان بن لادن قد قرر في اللحظة الاخيرة مغادرة المعسكر اما بالنسبة للمصنع فمع انه يردد هنا ما سبق وتحدثت عنه الادارة من ان عينات اخذت من تراب المصنع اظهرت نشاطات بيولوجية وكيماوية وفي اقل من ثلاثة اسطر، يقول انه في وقت لاحق طرحت اسئلة حول علاقة المصنع ببن لادن وان نقاشا دار في المجتمع الامني حول مصداقية التحليلات وهو هنا يتجاوز الحديث للقول انه مما لا شك فيه أن نجاة بن لادن من القصف علي خوست عززت مكانته ودفعته للتخطيط لعمليات كبيرة. بعد الهجمات علي خوست كتب تينت رسالة الي الرئيس كلينتون يطلب فيها دعما اضافيا لمواجهة اعداء امريكا وطلب ملياري دولار الا انه كما هو الحال في واشنطن لم يحصل الا علي جزء مما طلبه. كما طلب من كوفير بلاك مسؤول مكافحة الارهاب وضع خطة من اجل مكافحة بن لادن والقاعدة الخطة كما صارت تعرف، واعترفت ان اهم اولويات سي اي ايه هي الحصول علي معلومات عن بن لادن واختراق تنظيمه، ومن هنا تم وضع برنامج من اجل اعداد ضباط مدربين ويعرفون لغات عربية وفارسية واوردو. ومن خلال هذه الخطة يقول تينت ان بلاك وفريقه كانوا قادرين علي ايقاف العديد من الهجمات، وفي 3 كانون الاول (ديسمبر) 1998 قام بكتابة مسودة مذكرة بعنوان نحن في حالة حرب ، وطلب فيها من موظفيه ان لا يوفروا اي جهد في ملاحقة القاعدة. ويشير الي ما ورد في تقرير لجنة التحقيق حيث قالت ان تينت اعلن الحرب علي القاعدة الا ان احدا لم يخرج اليها، اي لم يتم اتخاذ اية اجراءات. ولكنه يعترض علي هذا بقوله ان سي اي ايه لم تكن تستهدف فقط بن لادن ولكن حركة لها وجود في اكثر من 60 شخصا، ومن هنا تم تعزيز علاقة سي اي ايه مع عدد من دوائر المخابرات الاجنبية كما تم تحديد تسع مناطق ساخنة تنشط فيها القاعدة. تم التعاون مع تسع مجموعات قبلية في افغانستان وتم زرع 100 مخبر داخل افغانستان، كما تم توسيع التغطية المفتوحة لمواجهة القاعدة من خلال الاعلام والاذاعات. كما واصل تحذيراته من خطر القاعدة طوال عام 1999. وخلال هذه الفترة تلقي رسالة من ان بن لادن كان موجودا في جنوب افغانستان مع عدد من الشيوخ الاماراتيين، ويقول ان هناك عددا من محللي محطة اليك كانوا يعتقدون انه من المناسب محاولة ضرب بن لادن، وناقشوا انه اذا كان عدد من الامراء العرب سيقتلون في هذه المحاولة فانه الثمن الذي سيدفعونه لانهم كانوا في معية بن لادن، لكن قبل اتخاذ القرار كان بن لادن وصحبته قد غادروا المكان. مع مراقبة تحركات بن لادن كانت هناك عدة عمليات تديرها المخابرات حول العالم منها لقاء مثير للريبة عقد في العاصمة الماليزية كوالمبور ستكون له اهمية خاصة، ويلاحظ انه في نهاية عام 1999 بدأت تظهر ملامح استراتيجية القاعدة وهي استهدافها الاهداف اللينة كما حدث في الاردن ولكن لم يمنع هذا القاعدة من توجيه ضربة قوية للامريكيين بضرب المدمرة كول في تشرين الاول (اكتوبر) 2000. وهنا يشير مرة اخري الي ملاحظات لجنة التحقيق من ان امريكا لم ترد بسرعة علي الهجمات معللا ان السبب له علاقة بالاجواء الانتخابية وان اي ادارة تحضر نفسها للرحيل لن تقوم بحملة عسكرية في وقت تحضر فيه البلاد لانتخابات وتعيش مرحلة انتقالية. ادارة جديدة ومشكلة قديمةوبعد رحيل ادارة كلينتون ومجيء ادارة جديدة كان علي المشاكل القديمة الانتظار. ويقول في هذا الاتجاه ان الفريق الجديد في ادارة بوش، خاصة مجلس الامن القومي، كوندوليزا رايس وستيفن هادلي فهموا طبيعة الخطر الذي تمثله القاعدة، ولكن ما كان يشغل بال تينت هو منصبه فمع وصول ادارة جديدة كانت هناك امكانية لاستبداله وحضر نفسه لهذا السيناريو، ويقول هنا انه في فترة التسعينات لم يكن معنيا فيما اذا ظل في منصبه ام لا كنائب لمدير الاستخبارات، ولكنه في بداية عهد بوش كان يريد البقاء لان هناك الكثير من العمل الذي لم ينته منه. ويقول ان احد اصدقائه النواب نصحه انه اذا منح فرصة البقاء فعليه العمل لمدة عام وبعدها يقدم استقالته وفي هذه الحالة يكون عمل مع ادارتين. وفي نفس الوقت كانت هناك تكهنات بتعيين دونالد رامسفيلد كمدير للمخابرات الا ان التكهنات الصحافية لم تصدق حيث عين رامسفيلد وزيرا للدفاع، وكان قرار بوش في النهاية الاحتفاظ بتينت لمدة عام ، او هكذا فهم حيث قال له لماذا لا نترك الامور تسير كما هي لفترة وبعدها نقرر حيث فهم انه تحت تجربة، يلاحظ تينت ان اسلوب بوش يختلف عن اسلوب كلينتون ففي الوقت الذي تجنب فيه تينت ان يكون في كل صباح مع التقرير الامني اليومي خشية ان يقال انه يحاول الاحتفاظ بوظيفته الا ان بوش اصر علي ان يكون تينت هو من يقدم له التقرير اليومي، كما يلاحظ ان ديك تشيني نائب الرئيس يختلف عن آل غور من ناحية ان الاخير لديه موقف تقليدي ويعرف كثيرا عن عمل الاستخبارات. وعن كوندوليزا رايس يقول انها تختلف عن ساندي بيرغر من ناحية ان الاخير كان لا يتحرج من الانخراط في الامور اما رايس فهي علي صرامتها وذكائها كانت بعيدة عن روح العمل، عموما بدأ فريق بوش العمل متأخرا بسبب المشاكل الانتخابية ولكن تظل مشكلة الارهاب صعبة، فهي لا تتعلق فقط بملاحقة الاشرار ولكنها عن التعاون وقرار داخل الادارة، ويضرب هنا مثالا بموضوع الباكستان، فالاعتقاد السائد كان انه بدون مساعدة الباكستان من الصعب مواجهة القاعدة. ويري ان الباكستانيين كانوا يعرفون اكثر مما يطلعون الامريكيين عليه.مشكلة اسمها الباكستانويري ان موقف الباكستانيين لم يكن متعاونا في ملاحقة وقتل اتباع القاعدة ويعتقد ان هذا الموقف له علاقة باهتمامات جيوسياسية، فاسلام اباد كانت خائفة من اندلاع حرب علي جبهتين، مع الهند وقيام طالبان تصدير نموذجها للباكستان. ويقول ان حسن النية والتعاون مع الباكستان الذي نما اثناء الاحتلال السوفييتي لافغانستان خلال عقد التسعينات تبخر، خاصة ان القيادة الباكستانية شعرت ان امريكا تركتهم ودعمت الهند خاصة عندما قامت بفرض الحصار عليها علي خلفية تجاربها النووية ـ ومن هنا فالعلاقات والتعاون العسكري المتبادل بين البلدين تراجع وعليه فقد اثر هذا علي التعاون الامني، كما ان ادارة بوش ورثت مشاكل الباكستان من ادارة كلينتون وعليه وبسبب توترات الموقف داخل الادارة فان سي اي ايه لم تكن قادرة علي الحصول علي الضوء الاخضر لكي تدعم مجموعة احمد شاه مسعود. وحتي داخل مؤسسته يلاحظ تينت ان نقاشا وخلافا داخلها حول كيفية التعامل مع الباكستان وافغانستان والقاعدة. فالامر في النهاية لا يتعلق بقتل بن لادن وقادته ولكن تدمير الملجأ الامن له. وبالنسبة للباكستان فان الموقف كان مختلفا فالتحالف الشمالي تم دعمه من قبل اعدائها، الهند وروسيا، ومن هنا فان تحالف واشنطن مع احمد شاه مسعود كان سيضع امريكا في صف الاشرار. ويشير هنا الي مدير المخابرات الباكستانية احمد محمود الذي كان تجسيدا للمشكلة، وكان موجودا في واشنطن عندما حدثت التفجيرات في نيويورك وواشنطن وفي حديث معه قبل الهجمات بيومين، قال انه اخبره بضرورة التعاون معهم لملاحقة القاعدة ولكن المسؤول الباكستاني اخذ يدافع عن ملا محمد عمر زعيم طالبان، واكد محمود ان ملا عمر رجل لا يرغب الا الخير لبلاده افغانستان، وكان رد المخابرات الامريكية هذا جيدا ولكنه اي ملا عمر يقوم بمنح الملجأ الآمن لبن لادن، ويري ان دفاعه عن ملا عمر كان متوقعا من محمود، ويتذكر ان محمود كتب رسالة موزونة بعد ضرب المدمرة كول عام 2000 قبالة الساحل اليمني معزيا بقتلي الجيش الامريكي دون ان يقدم اي عون لملاحقة من خططوا للعملية من افغانستان. ويعتقد ان محمود كان صورة عن سيده برويز، وقد لعب محمود دورا من اجل ان يصل مشرف للحكم عندما قام بتأمين الدعم له داخل صفوف الجيش الباكستاني، ومع ان الكثيرين توقعوا تغيرا في الاستراتيجية تجاه طالبان الا ان شيئا لم يحدث خاصة ان العرب في افغانستان تمأسسوا وصاروا ملاك عقارات، وفي الايام الاولي من وجوده في واشنطن اقترح محمود امكانية رشوة عدد من قادة طالبان ودفعهم لتسليم بن لادن طبعا هذا الوضع تغير بعد الهجمات وسيكون محمود اول ضحاياها عندما اجبر مشرف علي تغيير موقفه وقرر سحب دعم الباكستان عن طالبان مما يعني التخلص من اهم المدافعين عن الحركة. ويعتقد تينت ان مؤسسته كانت تتعامل مع الخطر الارهابي كحاجة ملحة. في بداية عام 2001 زار مجلس الامن القومي واجتمع مع رايس وهادلي وقدم لهما قائمة بمطالب سي اي ايه التي تتضمن توسيعا لصلاحياتها من اجل ملاحقة القاعدة واخبرهما انه قبل الجواب علي المطالب علي الادارة تقرير ما تريد عمله وتقديم سياسة واضحة. ويعتقد انه خلال لقاءاته الخاصة مع مسؤولي مجلس الامن القومي الاسبوعية لاحظ ان موضوع القاعدة والارهاب كان علي رأس الموضوعات التي نوقشت في هذه، وقامت رايس بمتابعة وترؤس اللقاءات التي اشارت الي مخاطر القاعدة والاشارات التي اظهرت ان القاعدة ناشطة للتخطيط لعمليات خاصة ابو زبيدة، وهنا يقول ان بعض المصادر حاولت التقليل من اهمية هذا القائد عندما القي القبض عليه في اذار (مارس) 2002 وقالت عنه انه لاعب ثانوي في تنظيم القاعدة، ويقول اؤمن لهذا اليوم ان ابو زبيدة كان لاعبا مهما ومخططا لعدد كبير من العمليات، وقبل الهجمات ظلت المعلومات تتواصل عن مخططات وعمليات في الاردن واليمن، وعن حركة ناشطين يخططون لاستهداف مصالح امريكا في دول عربية.ويضيف انه مع حلول صيف عام 2001 تكاثفت الجهود من اجل تفكيك خلايا تابعة للقاعدة، وكل الاشارات كانت تتحدث عن عملية قريبة وكبيرة يخطط لها بن لادن، وجاءت الاشارات من كل مكان حتي من ابو الخطاب احد قادة المجاهدين العرب في الشيشان الذي وعد اتباعه باخبار عظيمة. وصارت اخبار الهجمات معروفة في كل انحاء العالم العربي، كما ان المخابرات المصرية نقلت للامريكيين ان ناشطي القاعدة من الجماعة الاسلامية في جنوب شرق اسيا يخططون لهجمات ضد المصالح الامريكية واسرائيل من اجل الضغط لاطلاق سراح الشيخ عمرعبدالرحمن، الشيخ الضرير المسجون في امريكا، كما ان الاستخبارات الاوروبية حذرت من مخاطر قوية وحقيقية قادمة من الباكستان وافغانستان. عرض من الملك عبدالله الثانيفي 24 تموز (يوليو) تلقي تينت رسالة شفوية من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، تقول ان حل مشكلة القاعدة وبنيتها التحتية في افغانستان لن تتم بدون توجيه ضربة قاسية للحركة. ومن اجل المساعدة في الامر عرض الملك عبدالله ارسال فرقتين من الفرق الخاصة للذهاب الي افغانستان ان اقتضي الامر. ويري تينت ان العرض كان رائعا ولكن يجب ان يكون جزءا من استراتيجية موسعة اذا اريد لها النجاح. كل هذه الاشارات كانت تتحدث عن عمليات لكن لا احد يعرف توقيتها يقول تينت ان احد المخبرين في 10/9/ 2001 ذهب لاخبار مسؤوله في دولة عربية محذرا من ان امرا عظيما سيحدث لكن مسؤوله لم يصدقه، ويعلق تينت قائلا لو عرفنا بالامر لتعاملنا مع الخبر كما تعاملنا مع شائعات واخبار ظلت تتدفق كل الصيف. بعد 24 ساعة حدث ما لم يفكر به احد بالنسبة لنا لم يكن غير متوقع، لم نكن نفكر بأي شيء آخرِ ولكن عملية بن لادن الكبري.في صباح 11/9 كان تينت يلتقي بسناتور سابق هو ديفيد بورين، ساعده عام 1987 واختاره للعمل مع لجنة في الكونغرس لها علاقة بالامر. في ذلك اليوم الذي غير كل شيء كان تينت قد قام بتذكر بعض الذكريات مع صديقه وكان مرتاحا لانه لن يكون في البيت الابيض كي يقدم التقرير الامني اليومي للرئيس، عندما حضر مسؤول حراسته الامني ليخبره ان طائرة ضربت البرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي، ويتذكر تينت هنا كيف ان بورين قد ذكر في اثناء رد الفعل الاولي علي الحادث ان كان زكريا موسوي جزءا من هذا الحادث. يرسم تينت الجو العاطفي ورحلته من الفندق الي مقر سي ايه التي يقول انها اطول 12 دقيقة في حياته وعمليات اخراج العاملين من مقر الاستخبارات لمقر مؤقت تحسبا لهجوم ولكن كوفبر بلاك اكد ان فريقه يجب ان يبقي في مكانه/ الطابق السادس حتي يظل قريبا من اجهزة الاتصالات. لم يكن تينت يشك للحظة ان طرفا اخر غير القاعدة هو الذي يقف وراء الهجمات. ويري ان الهجمات اطلقت كل المحرمات السابقة وانه تم نزع القفازات من اجل تدمير القاعدة وحلفائها ويقول ان اهم ما نجم عن هذه الهجمات هو انقلاب مشرف وقراره دعم الحملة علي الارهاب التي اعلن عنها الرئيس بوش واصبحت تعرف بعقيدة بوش. انقلاب مشرف علي القاعدة كان يعني التخلص من احد اهم حلفائه احمد محمود، مدير المخابرات الباكستانية، الذي يقول انه كان في واشنطن وقت الهجمات، حيث كان في لقاء مع النائب بورتر غوس وبعدها استدعي من قبل الخارجية، حيث قابل مع مليحة لودي، سفيرة الباكستان في واشنطن ريتشارد ارميتاج الذي كان واضحا في تهديده، اما معنا او ضدنا وهو جوهر خطاب بوش الذي دعا اركان حربه الي تخيير الانظمة اما التعاون او تكون في صف العدو، ويشك تينت ان كان ارميتاج قد هدد احمد محمود بأنه سيعيد الباكستان للعصر الحجري ان لم تتخل عن طالبان، وهو ما اورده مشرف في مذكراته علي خط النار حيث جاء التهديد في مكالمة هاتفية. كان في واشنطن مدير الاستخبارات الجزائرية محمد مدين كما حضر الي مقر الاستخبارات، مسؤولو الاستخبارات البريطانية الذين وصلوا الي واشنطن علي الرغم من الحظر الذي فرض علي حركة الطيران في المطارات.يري تينت ان خطاب بوش في مساء يوم الحادث الذي قال فيه انه امر باستخدام كل الوسائل المتوفرة لدي سلطات الامن القومي والاستخبارات لملاحقة واحضار الذين ارتكبوا هذه الجرائم للعدالة، واكد ان امريكا لن تفرق بين من ارتكب هذه الهجمات ومن ساعد ومنح مرتكبيها الملجأ الامن، ويعني هذا ان الضوابط السابقة والمحظورة قد رفعت ويقول ان سي اي ايه كان لديها خططها التي وضعت علي الرف لملاحقة القاعدة وحلفائها طالبان، مما يعني ان ايام بن لادن وطالبان اصبحت معدودة. ومن الان ستكون مهمة التخلص من طالبان والقاعدة عملية خاصة بـ سي اي ايه ولا ينسي تينت ان يذكر ويقارن بين ما تعرضت له امريكا في ذلك اليوم وما واجهته اسرائيل من هجمات حيث كتب لافي ديختر مدير شين بيت في حينه قائلا في ذلك اليوم 11/9 كلنا اصبحنا اسرائيليين في ذلك اليوم
منقول من القدس العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق