يترك بلير عند مغادرته منصبه في الشهر القادم ارث ثقيل لبريطانيا ، وفي هذا الصدد تطرقت عدة صحف بريطانيا الى سياسة بلير الشرق اوسطية وتأثيرات هذه السياسة محليا ودوليا
بلير، الذي تسلم مهام منصبه دون ان تكون له اية خبرة او اهتمام بالسياسة الخارجية، ورط بلاده في خمسة حروب. و الذي كان يفاخر بأن سياسته الخارجية مبنية على مبدأ التدخل الليبرالي المتنور، تورط في حرب العراق التي كانت بالضد تماما من هذا المبدأ، فهي حرب غير مشروعة ولا أخلاقية شنت على أسس كاذبة ودون موافقة الأمم المتحدة.
تصور بلير ان الطريقة التي تعامل بها مع كوسوفو قد تنجح في العراق. فقد اعتقد بصدق انه سيستقبل في شوارع بغداد بالزغاريد كما استقبل في شوارع برشتينا رغم يقينه بعدم شرعية الحرب وفي افتقارها الى الغطاء الدولي.
و خطأ بلير،. إنه كان في تحليله الخاطئ للقوة الامريكية. فقد تصور ان ادارة بوش - المدفوعة اصلا بدوافع جيوسياسة ومصالح الشركات الكبرى - تشاطره مبادئه التي يعتقدها خيرة.
ويقول أحد الكتاب أن بلير كان يجهل حقيقة القوة الامريكية واهدافها. فحتى بعد اندلاع الحرب مع العراق، اعترف في مقابلة صحفية بجهله بمحمد مصدق، رئيس الحكومة الايرانية الذي اطاحت به المخابرات الامريكية عام 1953 لتجرؤه على تأميم نفط بلاده.
وينقل الكاتب عن احد اصدقاء بلير قوله إنه صدم عندما رأي رئيس الحكومة البريطانية يرحب بوزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر في مكتبه كرجل دولة عظيم. وعندما سأله لاحقا عن سبب هذا الترحيب الحار رغم سجل كيسنجر في الاطاحة بالانظمة الديمقراطية في امريكا اللاتينية والشرق الاوسط اعترف بلير بأنه لم يكن على علم بتاريخه.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن رائحة الجثث المتفسخة في مشرحة بغداد - بإعداد اكبر مما كانت عليه تحت نظام صدام - ستلقي بظلالها على اي حديث عن ارث بلير السياسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق