"مجموعة أهم الأحداث": العراق يبدو أن له موعدا اخر مع "صحوة"
جديدة متجددة . ظاهرة يبدو أيضا أنها ستلازمه لفترة أخرى ...
وكما هو معروف ظاهرة
"الصحوات" من "اختراع" و"انتاج" قوات الاحتلال في
المناطق الغربية بعد اشتداد ضربات مقاومة افقتدتها توازنها وجعلها على حافة اعلان هزيمتها .
لولا أنها تنبهت في فترة من الفترات لفكرة انشاء مليشيات تحت اسم "الصحوات" أوكل اليها حماية الأمن في تلك المناطق الثائرة
بحجة حماية المدنيين من هجمات "القاعدة"
، كأن القاعدة مشكلتها كانت مع المدنيين وليس مع قوت الاحتلال...
وبالفعل نجحت تلك
المجاميع المسلحة مدفوعة الاجر في بسط
الأمن و تمكين قوات الاحتلال من التقاط أنفاسها وتقليل الى أبعد حدود خسائرها
المادية والبشرية.
ويبدو أن المالكي
رئيس الحكومة العراقية الحالية تنبه هو أيضا لهذه الفكرة التي اعطت ثمارها و انقذت قوات الاحتلال وقللت الى أبعد حدود متاعبها في المنطقة . واستنجد بخدماتها ولو بلون "صحوي" جديد ورئيس جديد
لمواجهة الانتفاضة الشعبية في نفس المناطق التي عانت منها القوات الاحتلال المنسحبة ، وعلى رأسها مدينة الرمادي .
بهدف اعادة التجربة السابقة عسى أن تتمكن تلك المجاميع من جديد النجاح في تمييع و اخماد ما هو
جاري في ساحات الاعتصام بدون أن الزج بالقوات المسلحة لكي لا تكرر تجارب سابقة الغير
موفقة والتي زادت الوضع احتقانا...
حتى وصل الأمر
بالمعتصمين رفع سقف مطالبهم لدرجة المطالبة برحيل المالكي نفسه وانشاء جيش عشائري
لحماية ساحات الاعتصام من أي محاولة تكرار ساحة الحويجة...
وقد ظهر الرئيس الجديد للصحوة المتجددة على احدى وسائل الاعلام مهددا ومتوعدا بأنه سيعيد التجربة السابقة التي طبقت في الأنبار وسيزحف بقوته لاعادة الأمن لها واعتقال المشتبه بهم في مقتل الجنود العراقيين الخمسة ...
وقد ظهر الرئيس الجديد للصحوة المتجددة على احدى وسائل الاعلام مهددا ومتوعدا بأنه سيعيد التجربة السابقة التي طبقت في الأنبار وسيزحف بقوته لاعادة الأمن لها واعتقال المشتبه بهم في مقتل الجنود العراقيين الخمسة ...
ولا يعرف كيف يستطيع
تنفيذ وعده واقتحام ساحة بمثل تلك الأعداد البشرية الضخمة المعتصمة في الساحة ، كل القوات الحكومية من
جيش وشرطة وقوات خاصة وقفت عاجزة على تنفيذ ما وعد به رئيس الصحوة الجديد .
حتى الرئيس السابق
للصحوات قابل تهديدات خليفته بكثير من عدم الاهتمام الى درجة السخرية ، عندما قال
" هذااذا استطاع الوصول أصلا للأنبار
"...
خلاصة القول ، أن
العراق مع هذه التجربة الجديدة لظاهرة
"الصحوات" ، لكنها هذه المرة ستكون
مختلفة جذريا عن سابقتها . لأن السابقة
استطاعت قوات الاحتلال اقناع الناس بشبح "القاعدة" وأعمالها المشبوهة ... لكن هذه المرة من الصعب على السلطة الحاكمة في
العراق بعث من جديد ظاهرة "القاعدة" أو على شاكلتها .
و ستكون المواجهة مع العشائر انصهرت فيها قوات "الصحوة"
السابقة مما سينتج عنه حرب عشائرية مقيتة ستزيد
الوضع العراقي تأزما يتحمل مسؤوليته كل من فكر وشجع لهذه الفكرة . لأن مشكلة سياسية ،اقصادية ، اجتماعية ، خدماتية... لا تستحق انشاء "الصحوات"
جديدة وانما الحكمة في تسيير الأزمة...
حمدان العربي الإدريسي
01.05.2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق