الاثنين، 29 أبريل 2013

مطبات المالكي المميتة



"مجموعة أهم الأحداث" :   المتتبع للشأن العراقي وتطوراته المتسارعة يقرأ بين سطوره  اشارات واضحة وقوية أن البلد ينتظره مصيرين لا ثالث لهما ، اما التقسيم واما حرب أهلية لا يعرف نهايتها الا الله وحده لا غير...
الملاحظون لهذا التطور يرجعون السبب الرئيسي في ذلك  هي لسياسة نوري المالكي نفسه من حيث يدري و لا يدري ،  سياسة تجر جرا العراق نحو المجهول .
حتى البعض يصف سياسة المالكي ب "سياسة المطبات" ، و لا يخرج من مطبة حتى يقع في أعمق منها . و الرجل يحكم بلد بحجم العراق بعقلية عمدة في قرية من قرى نائية  و زعيم حزب رهين  عقدة الماضي.
وهذا الاستنتاج لا علاقة له بالانتماء الطائفي  للرجل . وانما لكونه سياسي لم يوفق في لم شمل العراقيين وعدم ادخال الطمأنية الى قلوب جميع مكونات الشعب العراقي  لنزع عنهم الشعور بالغبن و الاقصاء...
وخير دليل على ذلك عدم الاهتمام بمقتل و اصابة أكثر من 200 عراقي سقطوا برصاص جنوده بصفته القائد الاعلى لهم لا يستحقون حتى جلسة برلمانية لمناقشة تقرير لجنة تقصي الحقائق المكونة من برلمانيين وحقوقيين عراقيين. أكثر من ذلك محاولة تجاهلهم اعلاميا و تعتيم على كل ما جرى لهم...
وهذا المطب الأخير  ، ولن يكون الأخيرة بالطبع ،   "مجزرة الحويجة" .  التي بدون ادنى شك الدماء التي سالت في ساحة الاعتصام ستزيد الجرح عمقا أكثر . وكان بالامكان تفادي كل ذلك لو كانت الحكمة سبقت الغرور ، كما أكد ذلك أحد الوزراء العراقيين الذي كان يشرف على مفاوضات اخر لحظة لفك الاشكال الذي كان حاصلا.
ويؤكد ذلك الوزير أن المحتجين كانوا مسالمين و ليس  بحوزنهم  حتى السكاكين و كانوا  لا يشكلون أي تهديد على القوات العسكرية و الأمنية لكي تستخدم كل  تلك القوة النارية المفرطة وسقوط ذلك العدد الكبير من القتلى و الجرحى، كأنها في مواجهة مع قوات مسلحة لجهة معادية...
 مما يدل على النية المبيتة للالحاق أكبر اذى ممكن  بهؤلاء المعتصمين . وقد يكون  هذا التدخل العنيف مجرد  سيناريو في طور التجربة في ساحة الاعتصام الحويجة  ، كونها الأضعف مقارنة بالساحات الأخرى .  ليتم تعميم التجربة فيما بعد على جميع ساحات الاعتصام في المحافظات المنتفضة...
و من نتائج هذا التهور  ظهور فكرة انشاء جيش الدفاع الذاتي في كل منطقة المعرضة لمصير ما تعرضت له الحويجة.
وهي نبتة مصدرها بذرة  من البذور التي زرعها المالكي طيلة وجوده في الحكم وتبقى تلك النبتة في النمو والتطور كلما بقى من يرعاها بمثل هكذا سياسات الغير رشيدة ...
ومن ارهاصات مطب الحويجة استغلاله من طرف  الأكراد وارسال قواته "البشمركة" الى ابعد نقطة ممكنة تركها الجيش العراقي للمشاركة  في سفك دماء  أهالي الحويجة . وهذا في حد ذاته يعتبر تفريطا وتعريضا الأمن القومي للخطر بعد  تفريطه  في حماية المواطنين...
لكن في المقابل ، البشمركة ما كان لها أن تتجرأ على فعل ذلك لو لم تتلقى الضوء الأخضر من جهة ما. وسكوت زعماء العشائر ووجهاء المنطقة يعطي ،ربما، جوابا على ذلك... ربما ، أيضا ،  أن  أهالي المنطقة أقتنعوا أن قوات البشمركة تكون أرحم و امان لهم من قوات لا تتردد في قتلهم وحصارهم لتجويعهم.
وقد يتساءل البعض و ما الضرر في اللجوء أهل المنطقة لطلب الحماية من القوات البشمركة ، هي في الأخير عراقية حتى ولو كانت باهداف وأجندات أخرى معروفة للجميع.
ومهما كانت لا يمكن مقارنتها بقوات الاحتلال جاءت من وراء الحدود بزعم حماية الناس من الاضطهاد والقتل الممارس ضدهم من طرف النظام الذي كان قائما في وقت سابق...   





حمدان العربي الإدريسي
29.04.2013

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات