الخميس، 20 مارس 2008

" نجاحات " بوش في العراق


خمسة سنوات من بدء الغزو الأمريكي على دولة مستقلة ذات سيادة ،عضو في المنظمة الأممية ،غزو ظاهره الكذب و الاحتيال و باطنه البترول و أمن اسرائيل .
وبعد هذه السنين قال قائد الحملة ، جورج بوش ، وبعد خمسة سنوات ، إن الإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين
كان القرار الصحيح ، وقال إن بلاده لن تسحب قواتها من العراق قبل تحقيق النصر الكامل ، رغم أنه قال بعد سقوط بغداد وعلى متن حاملة الطائرات الشهيرة أن الحرب انتهت بالنصر المبين ، فلماذا لا يشرح بوش لشعبه ماذا حصل ليتم استبدال عبارة النصر المبين "بأننا سننتصر " ،والفرق كبير بين "انتصرنا " و "سننتصر".
واعتبر بوش أن الهدف تحقق بإزالة الطاغية و تحرير ملايين من الرعب ، و كأنه يخاطب الأموات ليس الأحياء ،وهم يرون كيف حول بلد امن موحد إلى طوائف متناحرة ودماء عجزت الأنهار و البحار على استيعابها ،بلد أمحي من خارطة العالم .
وافتخر بوش بالانجازات الكبرى الذي حققها بغزوه العراق لكنه لم يذكر تكلفة هذه "النزوة" ، بشريا ، ماديا و ماليا ، و لا يزال الجدل محتدما حول عدد القتلى و الجرحى من المدنيين الأمنيين والمشردين خارج و داخل العراق.

ومازال مبلغ مقدار الفاتورة النهائية لهذه الحرب غير محدد ، و هناك من يرى أن التكاليف قد تبلغ 3 ترليونات دولار أمريكي. ووفقا للأرقام التي أدلى بها مكتب الميزانية التابع لمجلس الشيوخ، فإن التكاليف المباشرة للحرب على " الإرهاب" وهي تغطية للعمليات في العراق وأفغانستان بلغت 752 مليار دولار أمريكي في حال احتساب مبلغ 188 مليار دولار المخصص لهذه السنة. وتم إنفاق نحو 80% من المبلغ المذكور في العراق.
وعند نهاية السنة المقبلة، فإن التكلفة المباشرة بالنسبة إلى الخزانة الأمريكية ستتجاوز مبلغ ترليون دولار أمريكي
. وكلفت الحرب إلى حد الآن أكثر من المبالغ التي كانت مقررة عند بدء الحرب وذلك بسبب طول أمدها، بفضل المقاومة ،التي حولت الحلم الإمبراطوري لبوش إلى كابوس و مستنقع لا يمكن الخروج منه كما دخل إليه.
وأدى طول أمد الحرب إلى تزايد النفقات على شراء الأسلحة لتعويض الذخيرة
المستهلكة والعربات المدمرة، إضافة إلى التكاليف العالية لإبقاء أعداد كبيرة من الجنود في الميدان. و تضاعفت التكاليف السنوية للحرب منذ عام 2003 متجاوزة التكاليف الأولية التي توقع بوش أن تكلفها مبلغ 74 مليار دولار أمريكي، و بالطبع كان يتصور أنها سيغطيها بترول العراق ، سائل لعاب ، كما أسال بالأمس القريب بترول الشرق لعاب الإمبراطور الهائج الاخر "ادولوف هتلر" ، وكان السبب في زواله وزوال الرايخ الثالث الذي خطط له أن يعيش عشرة قرون على الأقل ، وكأن التاريخ يعيد نفسه .
ومن أهم انجازات جورج بوش ارتفاع تكاليف الحرب في تكريس عجز الميزانية الأمريكية والذي يمكن أن يرتفع أكثر فأكثر في حال تباطؤ أداء الاقتصاد الأمريكي
. و ارتفاع التكاليف أدت إلى تخفيض سقف الميزانيات المخصصة لبعض القطاعات منها الحيوية ،والاستغناء عن بعضها وتحويل بعض الاخر ، مما استدعى اعتماد حزمة حوافز اقتصادية كبيرة للتغلب على الصعوبات المالية.
ويرى العديد من الاقتصاديين أن التكاليف غير المباشرة للحرب أعلى بكثير من التكاليف المباشرة
. وخلصت دراسات عديدة انجزت من طرف خبراء في عالم الاقتصاد أن تكلفة الحرب قد ترتفع إلى 3 ترليونات دولار أمريكي على الأقل. و التكلفة الإجمالية لحرب العراق تقترب من تكلفة الحرب العالمية الثانية والتي كلفت الولايات المتحدة 5 ترليونات دولار أمريكي وفقا لتقديرات اليوم.
ويضيف الخبراء إن الرقم المذكور ضخم جدا لأنه يشمل
التكاليف التي لم تتضمنها التقديرات الرسمية مثل تكلفة الرعاية الصحية مدى الحياة لصالح 65 ألف موظف أمريكي أصيبوا بجروح. ويضيف أن التشخيصات الطبية أظهرت أن 100 ألف من بين 750 ألف جندي مقاتل والذين أعفوا من الخدمة إلى حد الآن يعانون من مشكلات صحية نفسية.
هذا من الجانب الاقتصادي ، أما من جانب البشري فعدد القتلى والجرحى من الجنود الأمريكيين غير معروف بدقة بسبب التعتيم وعدم إعطاء الأرقام الحقيقية ، حفاظا على الروح المعنوية التي أصبحت غير متوفرة وارتفعت نسبة الجنون و الانتحار بين جنود قيل لهم أنكم ذاهبون لإزالة "طاغية" والعودة مباشرة ، وإذ بهم يكتشفون الجحيم ،وغير امنين حتى داخل ثكناتهم وملاجئ ثكناتهم ، كما شرحت أحدى عائلة جندي عائد من العراق بنصف جنون ، وهو يستيقظ كل ليلة صارخا "إلى الملاجئ...إلى الملاجئ " .
أما عن أمن اسرائيل الذي يقال أنه يمر عبر تدمير العراق ،فالعكس سيكون الصحيح زوال اسرائيل سيمر عبر تدمير العراق،لأن الأنظمة المركزية حول اسرائيل ستكون أصلح لأمنها ،لأن هذه الأنظمة، حتى و لو أنها تتظاهر بمعاداة اسرائيل،إلا أنها لا تريد المغامرة والذهاب بعيد ،عكس الأنظمة العقائدية والذي لا يهمها المناصب و الكراسي . فمثلا لولا احتلال لبنان لما ظهر حزب الله على الساحة ليصبح شوكة في حلقها ، وتعرف على أيديه أول هزيمة حقيقة ،وهي التي قهرت جيوش عربية مجتمعة وفي أكثر من مرة.
كذالك الحال مع محاصرة و القضاء على عرفات فظهرت الى الوجود حركة حماس والصواريخ "القسام" أجبرت اسرائيل البحث عن هدنة للإنقاذ روح المعنوية لمغتصبات غاب عنها الأمن و الأمان . هذه هي انجازات بوش الضخمة التي يفتخر بها في الذكرى الخامسة للحرب على العراق.



بعض الأرقام مقتبسة

من بي.بي.سي

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات