الاثنين، 3 سبتمبر 2007

لقد انهزم


في خطوة استعراضية إعلامية زار بوش العراق ،و من يسمع أو يقرأ هذا الخبر في الوسائل الإعلام يظن أن بوش زار شارع الرشيد بدون حرس أو حتى اجراءت عادية ،وتم استقباله من طرف جماهير غفيرة اصطفت على جوانب الطرق منذ الفجر، و تناول طعام الغذاء في مطعم الساعة و سط حشد من المواطنين ،لكن واقع الحال أن بوش حط في قاعدة جوية نائية في صحراء الأنبار ، و يعلم الله ما هي الاجراءت التي تم اتخاذها في الخفاء والعلن جوا و برا وكم من قوات و معدات ،حديثة و متطورة، تم استنفارها لتأمين تلك اللحظات القصيرة من وجود بوش في صحراء نائية
مصطحباً معه عدداً من المسئولين بإدارته، من بينهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي. واختار بوش محافظة الأنبار لعدة أهداف أكثرها نفسية و دعاية " و استباقية ، ليعطي أعضاء الكونغرس، الذين يطالبون بسحب القوات الأمريكية من العراق، انطباعاً بأن قوات بلاده تحقق تقدماً بالعراق وأن هناك فعلا تقدما و نجاحات أمنية و سياسية و الدليل على ذالك وجوده هناك بدون خوف
و كل العالم يتذكر تلك الزيارة الليلية لرئيس أقوى دولة في العالم و هو يتسلل في الظلام الدامس إلى مطار بغداد،بطائرة أطفأت أنوارها بمجرد دخولها أجواء العراق ، زيارة لم يعلم بها حتى أقرب مساعديه خوفا من تسرب الخبر
و ألمح جورج بوش إلى خطط الإدارة الأمريكية لسحب جزء من القوات الأمريكية الموجودة في العراق، بالقول إن تلك القوات قادرة على تسيير الأمور بعدد اقل من القوات في العراق. وأضاف أن كبار مستشاريه ابلغوه أنه بالإمكان المحافظة على المستوى الحالي للأمن في العراق بعدد اقل من القوات في حال استمر النجاح المتحقق على هذا الصعيد
زيارة جاءت بعد يوما من انسحاب حليفته ،القوات البريطانية،من مدينة البصرة و انكماشها في قاعدة المطار استعداد للرحيل بدون عودة، و هي ضربة يبدو أنها ألمت كثيرا بوش و هو يرى حليفته تتخلى عنه كما تخلى عنه "مجلس الحرب" الذين و ورطوه في ورطة العصر
ورغم تجديد الرئيس الأمريكي تعهداته بعدم التخلي عن الشعب العراقي، الا أنه لم يوضح كيفية ذالك ومن يقصد بالشعب العراقي سكان منطقة الخضراء أم الشعب الذي يذبح ليلا و نهارا
و قالت مصادر صحفية أن حدة التشاؤم ازدادت بين أعضاء الكونجرس رغم التطمينات التي أراد بوش إرسالها لهم....بوش لقد انهزم و انهزمت معه هيبة إمبراطورية العصر و سيجله التاريخ بأنه السبب في زوال إمبراطورية التي لا تغرب عنها الأنوار

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات