أبشري يا بغداد الهزيمة تحققت و ليلة الهروب الكبير اقتربت

في مقال لصوت العروبة "من لندن" ،عبد الباري عطوان ،و نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت إعلانا علي أربع صفحات تقول خلاصته أن تقرير ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق سيكون دعاية للبيت الأبيض، ومضللا للشعب الأمريكي، وأضاف في عنوان كبير بارز بترايوس يخوننا
وهذا شاهد من أهلها أن الإمبراطورية التي ستغيب عنها الشمس قريبا و إلى الأبد ،تعاني من سكرات الموت و الانهزام ،و ما تقرير بتريوس الا جرعات مخففة لهذه السكرات
"بتريوس" أراد إنقاذ قائده من ورطة العصر و لو بوصفات وهمية ليخفف عنه الآم و حسرات الإخفاق .تقرير كان نموذجا في ليّ عنق الحقائق وتضخيم انجازات صغيرة جدا، للتغطية علي الانتكاسات كبيرة جدا ، والدفاع عن مصداقية إدارة انخفضت إلي الحضيض في أعين الغالبية الساحقة من الشعب الأمريكي التي باتت تعتقد، وحسب استطلاعات الرأي، ان غزو العراق كان خطأ كارثيا و قاتلا و سببا مباشرا في بداية انهيار إمبراطورية الدم و الدمار ،كما بالأمس القريب كان غرور و الأحلام المزيفة لزعيم الرايخ الثالث في زوال مروع لإمبراطورية خطط لها العيش لمدة ألف عام و إذ بها تزول زوال الأبدي في بضع سنوات
بتريوس تكلم عن تحقيق الأمن في بغداد كأن بغداد كانت في فوضى عارمة قبل الغزو ،صحيح هناك أمن في بغداد لأن سكان بغداد قتلوا أو هجروا أو سجنوا و لم يعد هناك في بغداد إلا المليشيات الطائفية و العصابات المجرمة تصول و تجوب على مرأى وحماية من قوات الاحتلال
بترايوس يفتخر عن انخفاض الهجمات في الانبار من 315 عملية الي 200 عملية في الشهر،كأن المقاومة قوات نظامية لها برنامج تدريبي يومي تجري خلاله مناورات و تدريبات على الرمي في حقول الرماية
و هو لا يعرف أن المقاومة و عبر التاريخ هي عبارة عن حرب عصابات و أعصاب يصبح المحتل كالثور الهائج يزداد هيجانه كلما رأى " اللون الأحمر" أو كالنار تحسبها منطفئة و اذ بها فجأة تنفض عنها الرماد و هي تخور و تقول هل من مزيد
وفي التاريخ نماذج، من الثورة الفيتنامية إلى ثورة الجزائرية و جبال الأوراس وهو على وزن الأنبار،شاهد على ذالك عندما كانت تدعي فرنسا بلسان "شهبور الطبعة الفرنسية " و بنفس المنطق ما جاء في تقرير بتريوس ،أنها قضت على المقاومة و لم يبقى منها إلا أفرادا سيلقى عليهم القبض بعد أيام ...و نهاية الاحتلال الفرنسي معروف للجميع