في أحدث تقرير له حول أطفال العراق، حذر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) الأسبوع الماضي، من تدهور أوضاعهم ومن ازدياد عدد الأطفال يتامى الحرب بسبب تزايد القتلى بين السكان المدنيينوأضاف التقرير ان اليونيسيف تبدي قلقها المتزايد من ان اعداد الاطفال المهددين في العراق، قد تنامى بشكل يفوق قدرات توفير الرعاية لهم داخل بلدهم. وقال ان «العائلات التي ترعى اطفالا يتامى بعد وفاة احد او كلا الوالدين، تجد نفسها في وضع صعب للغاية، بحيث لا يمكنها تحمل أعباء اضافية». وأضاف انه في ظل الظروف الحالية فقد ازدادت أعباء هذه العائلات «نتيجة هجرة الكثير من العاملين الاجتماعيين المتمرسين الى خارج العراق»، أي ان الرعاية الاجتماعية لهذه العائلات لم تعد متوفرة كما كانت في السابقوأورد التقرير إحصاءات حول الضحايا المدنيين لعام 2006، اشارت الى مقتل 100 منهم يوميا في المعدل. وقالت «اليونيسيف «ان آلاف الاطفال، ان لم يكن عشرات الآلاف منهم، فقدوا واحدا من والديهم على الاقل. ومع استمرار اعمال العنف، فان الكثير منهم سيفقدون واحدا من والديهم في العام الحالي 2007».ونقلت منظمة «آيرين» الانسانية التابعة للامم المتحدة التي اوردت مقتطفات من التقرير، عن خلود ناصر محسن الباحثة في شؤون العائلة والأطفال بجامعة بغداد، ان «امثال هؤلاء الاطفال سيحرمون بشكل اوتوماتيكي من حقوقهم، وسيجدون انفسهم وهم ينفذون اشكالا ضارة من الاعمال». وأضافت ان «نحو 60 الى 70 في المائة من الاطفال العراقيين داخل العراق، يعانون من مشاكل نفسية، وان مستقبلهم ليس برّاقا.. فقد كان بعضهم شهودا على مقتل اعضاء عائلاتهم او اقربائهم، او على عمليات قتل حدثت أمام أعينهم، او وقعوا تحت تهديدات جنسية».من جهته، قال بلال يوسف حميد، وهو طبيب متخصص في الامراض العصبية لدى الاطفال في بغداد، ان «النزاع العراقي يلقي بظلاله الحاسمة على الاطفال والشبان، رغم انها لا تبدو ماثلة للعيان، وان عواقبها ستكون بعيدة المدى». واضاف ان «انعدام الموارد يعني ان التأثيرات الاجتماعية ستكون سيئة جدا بالنسبة للاجيال المقبلة، بينما سيكون الجيل الحالي عدوانيا».ووفقا لمنظمة «اليونيسيف»، فان نصف العراقيين الذين رحلوا عن ديارهم منذ عام 2003 البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، هم من الاطفال. وقد قتل الكثير منهم داخل المدارس او ساحات اللعب، كما يتعرض عدد منهم للاختطاف. وتجدر الاشارة الى ان منظمة الصحة العالمية كانت قد أجرت العام الماضي مسحا استطلاعيا لـ 600 طفل من بغداد تراوحت اعمارهم بين 3 و 10 سنوات، اظهر ان 47 في المائة منهم تعرضوا الى احداث أثارت صدمة لديهم في غضون سنتين ماضيتين. ورصد لدى 14 في المائة من هذه المجموعة المتأثرة من الاطفال حالة «ما بعد الصدمة» المرضية. وفي دراسة ثانية أجريت على 1090 من المراهقين من مدينة الموصل تم رصد هذه الحالة المرضية لدى 40 في المائة منهم
الأحد، 22 يوليو 2007
ملايين الأطفال العراقيين يتعرضون لصدمات نفسية مدمرة
في أحدث تقرير له حول أطفال العراق، حذر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) الأسبوع الماضي، من تدهور أوضاعهم ومن ازدياد عدد الأطفال يتامى الحرب بسبب تزايد القتلى بين السكان المدنيينوأضاف التقرير ان اليونيسيف تبدي قلقها المتزايد من ان اعداد الاطفال المهددين في العراق، قد تنامى بشكل يفوق قدرات توفير الرعاية لهم داخل بلدهم. وقال ان «العائلات التي ترعى اطفالا يتامى بعد وفاة احد او كلا الوالدين، تجد نفسها في وضع صعب للغاية، بحيث لا يمكنها تحمل أعباء اضافية». وأضاف انه في ظل الظروف الحالية فقد ازدادت أعباء هذه العائلات «نتيجة هجرة الكثير من العاملين الاجتماعيين المتمرسين الى خارج العراق»، أي ان الرعاية الاجتماعية لهذه العائلات لم تعد متوفرة كما كانت في السابقوأورد التقرير إحصاءات حول الضحايا المدنيين لعام 2006، اشارت الى مقتل 100 منهم يوميا في المعدل. وقالت «اليونيسيف «ان آلاف الاطفال، ان لم يكن عشرات الآلاف منهم، فقدوا واحدا من والديهم على الاقل. ومع استمرار اعمال العنف، فان الكثير منهم سيفقدون واحدا من والديهم في العام الحالي 2007».ونقلت منظمة «آيرين» الانسانية التابعة للامم المتحدة التي اوردت مقتطفات من التقرير، عن خلود ناصر محسن الباحثة في شؤون العائلة والأطفال بجامعة بغداد، ان «امثال هؤلاء الاطفال سيحرمون بشكل اوتوماتيكي من حقوقهم، وسيجدون انفسهم وهم ينفذون اشكالا ضارة من الاعمال». وأضافت ان «نحو 60 الى 70 في المائة من الاطفال العراقيين داخل العراق، يعانون من مشاكل نفسية، وان مستقبلهم ليس برّاقا.. فقد كان بعضهم شهودا على مقتل اعضاء عائلاتهم او اقربائهم، او على عمليات قتل حدثت أمام أعينهم، او وقعوا تحت تهديدات جنسية».من جهته، قال بلال يوسف حميد، وهو طبيب متخصص في الامراض العصبية لدى الاطفال في بغداد، ان «النزاع العراقي يلقي بظلاله الحاسمة على الاطفال والشبان، رغم انها لا تبدو ماثلة للعيان، وان عواقبها ستكون بعيدة المدى». واضاف ان «انعدام الموارد يعني ان التأثيرات الاجتماعية ستكون سيئة جدا بالنسبة للاجيال المقبلة، بينما سيكون الجيل الحالي عدوانيا».ووفقا لمنظمة «اليونيسيف»، فان نصف العراقيين الذين رحلوا عن ديارهم منذ عام 2003 البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، هم من الاطفال. وقد قتل الكثير منهم داخل المدارس او ساحات اللعب، كما يتعرض عدد منهم للاختطاف. وتجدر الاشارة الى ان منظمة الصحة العالمية كانت قد أجرت العام الماضي مسحا استطلاعيا لـ 600 طفل من بغداد تراوحت اعمارهم بين 3 و 10 سنوات، اظهر ان 47 في المائة منهم تعرضوا الى احداث أثارت صدمة لديهم في غضون سنتين ماضيتين. ورصد لدى 14 في المائة من هذه المجموعة المتأثرة من الاطفال حالة «ما بعد الصدمة» المرضية. وفي دراسة ثانية أجريت على 1090 من المراهقين من مدينة الموصل تم رصد هذه الحالة المرضية لدى 40 في المائة منهم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق