الأحد، 8 يوليو 2007

تجاذب و غزل على أرض العراق وصيف أحمر للقوات الأمريكية


سمح لمسؤولين إيرانيين وللمرة الأولى بزيارة خمسة مواطنين إيرانيين تعتقلهم القوات الأمريكية في العراق. ويحتجز الأمريكيون الإيرانيين الخمسة في شمالي العراق منذ اعتقلتهم في يناير/ كانون ثان من العام الجاري بتهمة الانتماء للحرس الثوري الإيراني ويدعمون العنف الطائفي في العراق
وتزعم ايران على أنهم دبلوماسيون وطالبت باطلاق سراحهم. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري السبت ان ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين من ضمنهم السفير الإيراني في البلاد أجروا أول زيارة قنصلية للخمسة الإيرانيين، وعبر عن أمله في أن تؤدي الزيارة لمزيد من المحادثات بين واشنطن وطهران
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد دعت لإطلاق سراح الإيرانيين الخمسة بحجة "أن لا نفع يرجى من ورائهم." وعبر زيباري عن أمله في أن تؤدي الزيارة، والتي استغرقت عدة ساعات، لتحسن العلاقات بين واشنطن وطهران اللتين تخوضان نزاعا بشأن برنامج ايران النووي
وزاد التوتر مرة أخرى الأسبوع الماضي عندما اتهم متحدث كبير باسم الجيش الامريكي في بغداد عملاء إيرانيين بالمساعدة في تدبير عملية أدت الى مقتل خمسة جنود أمريكيين في مدينة كربلاء الجنوبية في يناير/ كانون الثاني.
ويضغط العراق على البلدين لإجراء جولة ثانية من المحادثات في بغداد بعد اجتماع تاريخي في مايو/ أيار ناقش مبعوثان كبيران من الجانبين خلاله العنف في العراق. وقال زيباري ان العراق يأمل أن تؤدي هذه البادرة الإنسانية الى خفض التوتر وتسهيل إجراء المزيد من الحوار بين البلدين. وأضاف أن هذه أول زيارة للمحتجزين منذ اعتقالهم ووصفها بأنها تطور ايجابي
واجتمع السفير الامريكي ريان كروكر ونظيره الايراني حسن كاظمي قمي في العاصمة العراقية يوم 28 مايو/ أيار لمناقشة الوضع الامني في العراق في أرفع اجتماع بين البلدين الخصمين منذ نحو ثلاثة عقود. ووصف السفيران المحادثات بأنها ايجابية. ودعا العراق الجانبين للاجتماع مرة أخرى لكن لم يتحدد موعد بعد لاجتماع آخر
وتتهم واشنطن ايران بتأجيج العنف في العراق في حين تعزو طهران تفجر الصراع الذي يهدد بانقسام البلاد الى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وذكر الجيش الأمريكي الأسبوع الماضي أنه لا توجد أي دلائل على تحرك طهران منذ الجولة الأولى من المحادثات للحد من التدخل الإيراني المزعوم في العراق
وسبق أن زارت اللجنة الدولية للصليب الاحمر المعتقلين الخمسة. وتحتجز ايران ثلاثة مواطنين أمريكيين من أصل ايراني بتهم تتصل بالأمن
وعلى الصعيد الأمني ،قالت الشرطة العراقية أن 105 عراقيا على الأقل قتلوا وأصيب 240 آخرون على الأقل في هجوم بشاحنة مفخخة على سوق مزدحم ببلدة اميرلي الواقعة جنوب كركوك
وهذه هي اكبر خسارة بشرية في هجوم واحد في العراق منذ منتصف ابريل/نيسان. واسفر الهجوم، الذي وقع خلال ازدحام السوق يوم السبت، عن تدمير الكثير من المباني والمحلات في سوق رئيسي ببلدة اميرلي
وقامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى مدينة طوز كورماتو، التي تقع على بعد 45 كيلومترا من مدينة اميرلي، وافادت التقارير بان بعض المصابين لقوا حتفهم في الطريق، كما نقل بعض المصابين الى كركوك، وهي اكبر مدينة في الإقليم
ويقول مراقبون ان الانفجار في اميرلي ربما يرتبط بالتطورات السياسية في الاقليم، اذ من المنتظر ان يتم اجراء استفتاء على وضع كركوك بنهاية هذا العام. يشار الى ان كركوك ذات اهمية خاصة نظرا لانها غنية بالنفط، ويطالب الاكراد بان تكون عاصمة لهم
ومن الجانب المقابل ،ارتفع عدد القتلى من الجنود الأمريكيين في العراق خلال الأسبوع الأول من يوليو/تموز الجاري إلى 28 قتيلاً، وذلك بعد أن فقدت 10 من عناصرها الجمعة، بينهم ثلاثة من البحارة، وبمقتل هؤلاء الجنود، يرتفع عدد القتلى من الجيش الأمريكي منذ بدء الحرب على العراق في مارس/آذار عام 2003 إلى 3606 قتلى
و أعلن الجيش الأمريكي السبت عن مقتل 9 من جنوده في العراق، أغلبهم سقط خلال عمليات قتالية. وقال الجيش الأمريكي إن هجمات بالقنابل قتلت ستة جنود في بغداد وحولها يومي الجمعة والخميس الماضيين. وأضاف أن ثلاثة من مشاة البحرية قتلوا في معركة بمحافظة الانبار يوم الخميس الماضي
وبسبب ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي زادت الضغوط على الرئيس جورج بوش من الديمقراطيين المعارضين ومن شخصيات بارزة في حزبه الجمهوري لتبرير إستراتيجيته بإرسال نحو 28 ألف جندي إضافي إلى العراق. ويوجد الآن 157 ألفا من أفراد الجيش الأمريكي في العراق
وكانت الفترة من ابريل/ نيسان حتى يونيو /حزيران العام الجاري هي الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأمريكية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق في مارس /اذار عام 2003 . وحتى الآن بلغ عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي 22 جنديا هذا الشهر نصفهم في بغداد
وفي ظل تزايد معارضة الأمريكيين للحرب حذر قائد عسكري أمريكي كبير من خفض عدد القوات بالعراق قائلا أن قوات الأمن العراقية لا يمكنها القتال بمفردها، حسب رويترز. وقال الميجر جنرال ريك لينش قائد القوات الأمريكية في المنطقة الممتدة من أحياء بغداد الجنوبية وحتى المنطقة المعروفة باسم مثلث الموت "ستكون فوضى". وأضاف أن الجنود الإضافيين مكنوا القادة العسكريين من الوصول لمناطق تسيطر عليها الجماعات المسلحة وتوفير الأمن بشكل أفضل
وقال للصحفيين في واشنطن في مؤتمر عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة من العراق "إذا رحلت هذه القوات الإضافية فستتلاشى هذه القدرة والقوات العراقية ليست مستعدة بعد لعمل ذلك
وفي سياق متصل، قتل جنديان بريطانيان في حوادث منفصلة بمدينة البصرة جنوبي العراق. وقال بيان للجيش ان جنديا قتل في البصرة خلال عملية مداهمات تشمل ألف جندي بريطاني لطرد من يشتبه في أنهم ينتمون لجماعات مسلحة. وأصيب أيضا ثلاثة آخرون، واحد منهم في حال خطرة. وكان الجندي يقوم بأعمال دورية خلال اشتباكات ضارية مع مسلحين خلال الليل
وصف ديفيد جيل، وهو المتحدث العسكري البريطاني، هذه المداهمات بأنها أكبر عملية للجيش البريطاني في العراق هذا العام. وقال جيل انه تم تمشيط عدد من المناطق واعتقال عدد من الأشخاص
وجاء في البيان " القوات البريطانية تعرضت لعدد كبير من الهجمات بعبوات ناسفة وقذائف صاروخية وأسلحة صغيرة الأمر الذي أدى إلى مقتل جندي بريطاني وإصابة ثلاثة آخرين." وقتل جندي ثان في حادث وقع الجمعة في قاعدة "قصر البصرة" التابعة للقوات البريطانية بالمدينة. وتجري القوات البريطانية " كالعادة " تحقيقا في الحادث



المصدر
BBC
CNN
ومصادر أخرى

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات