الاثنين، 3 أغسطس 2009

"ما ينفع إلا الصح " : الأمريكيون لوحدهم في العراق !




السبت ،أول من شهر أغسطس ، آخر الجنود البريطانيين والأستراليين غادروا أرض الرافدين ،تاركين حليفهم الكبير وحيدا ، حائرا في أمره .
لقد غادره حلفائه ، الواحد تلو الآخر ليلا وخلسة ، وبدون مراسيم احتفالية... وبدون حقائب ضخمة التي بإمكانها حمل نصيبهم من كنوز، هرولوا من أجلها ، ومن كل فج عميق ، ملبين نداء الحليف الذي لا يعصى له أمرا...
أكثر مما حصلوا عليه ،رسالة شكر من ناطق رسمي برتبة مقدم ، يشكر شركاء الولايات المتحدة الأمريكية الذين ساهموا معها في حربها على العراق ،مع أمل في العمل معا مستقبلا ، تضيف الرسالة . "ربما لغزوا أخر لا يعرف أين..." .
حوالي 100 إلى 150 من آخر البريطانيين غادروا البصرة إلى حيث كان مصدر انطلاقهم ، خاويين الأيادي ، تاركين من ورائهم دماء أصدقائهم .
لقد تبخر وعد ،جورج دوبليو بوش، لهم بجنات تجري من تحتها مياه الرافدين ، وعلى حواشيها بساتين ديالى وربيع الموصل ، والكنوز السوداء المخزونة تحت كثبان البصرة وصخور كركوك ، ومن يتخلف ضاعت عنه فرصة العمر...
فهرول الجميع ، لأوامر إمبراطور ما وراء الأطلسي . 38 دولة لبت النداء ،منها طمعا و منها قسرا ، 300.000 ألف جندي ، من بينهم 40.000 بريطاني ... وحتى ألبانيا لم تنسى إرسال 70 فردا كعربون حسن نية ، والأعمال بالنيات ...ولكي لا يفوتها يوم تقسيم التركة .
" أمريكا ، بعد أحلام اليقظة ، وجدت نفسها وحيدة كالأعمى ، في ليلة ظلماء ، على قارعة الطريق ، تنتظر من يمد لها يد الإنقاذ من ورطة الغرور و الطمع ...".




حمدان العربي
03.08.2009

ليست هناك تعليقات:

آخر المقالات